التعليم عن بُعد بين شد وجذب

ت + ت - الحجم الطبيعي

منذ عام وبضعة أشهر ونحن بين شد وجذب حول أهمية التعليم عن بُعد، ومدى ما لهذا النوع من التعليم من إيجابيات وسلبيات، وقد أصبح التعليم عن بُعد منهجَ حياة وأسلوباً ممتعاً للحوار، وتلقي المعلومات، ويراه بعض الملاحظين موفراً للوقت والجهد والمال، على الرغم من اختلاف الآراء أيضاً حول فاعليته في بعض الطلاب، ولا سيما الذين يظلون يعبرون عمّا يواجهونه من صعوبات، ما يدفع المسؤولين لبحث جوانب الموضوع بدقة، وتحرّي الفوائد والأضرار، وإيجاد الحلول الفعّالة، التي تحقق الفائدة، وترضي الأطراف، بعد أن تأكدت قدرة المجتمع على التكيف مع الأحداث وتخطّي الأزمات، ومن ذلك أن التعليم استمر في بيئة أكثر أماناً للطلاب والأهل، في ظل الوباء حين يحدق بالمجتمع، ووقف المعنيون والاختصاصيون في مجال التربية والتعليم على عدد من الإيجابيات المفيدة، التي أكدت لهم جدوى التعليم عن بعد، على الرغم من شكوى بعض الأسر من هذا النوع من التعليم، ورغبتهم في عودة الطلبة للدراسة في الفصول الدراسية، من خلال التعليم النظامي، على أنه يبقى لأنواع التعليم وطرقه جوانب إيجابية وأخرى سلبية، وما يتوقعه أهل الاختصاص هو أنّ التعليم عن بُعد لن يحلَّ محل التعليم النظامي بشكل كامل ودائم، ولكن ما ميز التعليم عن بُعد من إيجابيات باتت ظاهرة للعيان، وذلك ما يجعل استمراره مواكِـباً للتعليم النظامي، بنسبة معينة مستقبلاً، وذلك لما تميز به التعليم عن بُعد من مميزات عدة: أوّلها اكتساب الطالب الاستقلالية في التعلم، وتعلّم مهارة إدارة الوقت في أثناء تلقيه للدروس، وكذلك عند تأديته للواجبات والامتحانات، ومن ذلك الشعور بالمسؤولية عن نفسه ومتطلباته، يضاف إلى ذلك أنّ التعليم عن بُعد قد أسهم في زيادة الثقة بالنفس لدى أغلب الطلاب، ورسخ في أذهانهم أن التكنولوجيا ووسائل التواصلِ ليست للتسلية وقضاء وقت الفراغ فحسب، وإنّما يمكن أن تستخدم للتعلم والبحث وتطوير المهارات، واستكمال الأعمال دون التأثر بالبيئة الخارجية، وما فيها من معوقات.

Email