وجهة نظر

عيدية الوطن

ت + ت - الحجم الطبيعي

وبأي حال عدت يا عيد..!

قبل كتابتي لهذا المقال لم يغب شطر البيت هذا عن بالي، كثرثرة لا وعي وترقب لا غير، فالعيد الذي أعرفه منذ صغري، يبدأ برائحة عود معتق يملأ أرجاء البيت، فرحة تتجلى في أجمل الحلل، والمعايدات التي تنبع من القلب، «فرجان» مدينتي الصغيرة تمتلأ بالأطفال والنساء والزيارات التي لا تتوقف، وأصداء تكبيرات العيد التي تملأ المكان، وبهجة العيدية المرتقبة، وزيارة الأهل والأصدقاء، والإبداع اللامتناهي في سفرة العيد، وفرحة تشرئبُ على وجوهنا لا تغيب.

لكن عيدنا هذا العام استثنائي جداً وللعام الثاني على التوالي، ليس لأن كورونا العنيد ساهر على تخوم فرحتنا، لكنه أيضاً تحدٍ، يكمن في أن نصنع فرحتنا في منازلنا في ظل هذه الظروف الاحترازية، متباعدين جسدياً، تعبر تهانينا برامج التواصل عن بعد، نلوح بالحب للقريب والبعيد، ونعلم أبناءنا أن هذا الوقت سيمضي، وأن أعيادنا التي عرفناها دوماً، ستعود، بنا وبعزيمتنا.

عيدنا هذا العام أيضاً سيبرهن أنه وبالتزامنا سنعبر ضفاف الصعاب، سنتذكر دائماً وبعد فترة وجيزة من النصر - بإذن الله -، أنه كان لنا دور عظيم في اجتثاث هذا الخطر، أننا ضحينا بعاداتنا في العيد، من أجل الإمارات، من أجل تلك العين الساهرة التي لا يغمض لها جفن، من أجل الطواقم الطبية التي تواصل الليل بالنهار، ليكون شعب الإمارات بخير، لنعود لحياتنا، لنضم أحباءنا من جديد، لنشعر أننا شعب صنع من المستحيل ممكناً وأن ثقة القيادة بنا لن تخيب أبداً.

ورغم ما استجد على أعيادنا من ظروف، غيرت ألوانها ونكهتها، إلى أن إقامة شعائر الإسلام وبث البهجة في نفوس من حولنا واجب، فالعيد هدية الرحمن لمن قام وصام وصبر إيماناً واحتساباً، ومن جميل العرفان أن نُقبل على هذه الهدية الربانية بقلب مطمئن ونفس منشرحة وروح سعيدة..

إذاً..

حباً بالإمارات.. لنُحدث فرقاً، لنصنع أفراحنا بطابع احترازي.. فهذه عيدية الوطن.

 

Email