زايد الخير

ت + ت - الحجم الطبيعي

أيام رمضان كلها خير ونقاء، فيها ليلة خير من ألف شهر، نلتمس فيها الدعاء إلى الله تعالى، بأن يغفر لنا، وأن يتقبل صيامنا وقيامنا. أيام رمضان كلها رحمة، تُفتح فيها خزائن العطاء، وتمتد الأيادي لإغاثة الآخرين.

حيث نسير في ذلك على نهج المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي تمر ذكراه في رمضان، لتفتح معها عيوننا على قيمه ومبادئه الإنسانية وأفكاره، ونعاين سيرته العطرة، فالشيخ زايد لم يكن حاكماً لنا فقط، بقدر ما كان أباً ومعلماً وحكيماً وقائداً، ولا تزال حكمته تنير دروبنا، فقد كان، رحمه الله، نهراً جارياً من الخير والعطاء.

قبل نحو 17 عاماً، رحل عنا الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بجسده، ولكن صوته وصورته ظلت تسكن ذاكرتنا، فهو لا يزال حياً بيننا، بأعماله ووصاياه، وخيره الممتد الذي أصاب معظم بقاع الأرض، ليصبح بذلك، رمزاً للعمل الإنساني، والقيم الإنسانية النبيلة، التي استطاع إرساءها بيننا، وهو الذي قال يوماً: «لقد علمتنا الصحراء أن نصبر طويلاً حتى ينبت الخير، وعلينا أن نصبر ونواصل مسيرة البناء حتى نحقق الخير لوطننا».

منظومة متكاملة من القيم الإنسانية، أرساها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، ورسخها في ذاكرتنا فكراً وقولاً وسلوكاً، ولم تكن هذه المنظومة قاصرة على العمل الإنساني وحسب، وإنما امتدت لتشمل التعليم والبيئة والصحة، وبناء الإنسان، الذي راهن الشيخ زايد بن سلطان عليه، فأثبت للجميع إنه كان الاستثمار الأنجح.

ها هو رمضان يمضي نحو «عشرته الأخيرة»، نعيش فيها جملة من أفضل الأيام عند الله عز وتعالى، تتضاعف فيها الحسنات وتتنزل فيها الرحمات، وخصها الله سبحانه وتعالى بمزيد من نفحات الخير والمغفرة والرضوان، فيها نرفع أيدينا إلى رب كريم وندعوه بأن يرحمنا جميعاً، وأن يتغمد روح الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بالرحمة، وأن يسكنه فسيح جناته.

 
Email