في الإمارات العطاء الخيري سمة اجتماعية

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا يوجد شعور في الدنيا يساوي شعور المنح والعطاء ولا يضاهيه، لا سيما في الظروف الحالية، بعدما تسببت جائحة «كوفيد 19» بأضرار كبيرة للمحتاجين والفقراء في العالم، وزادت من بؤس الملايين منهم، وأصبح عدد الجوعَى في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ما يقرب من 52 مليون جائع، 60% منهم من فئتي الأطفال والنساء، وهناك 25,000 شخص يموتون يومـياً بسبب الجوع؛ بينهم 10,000 طفل، ومن المؤسف أنّ العالم يفقد كل 10 ثوانٍ طفلاً بسبب الجوع.

كلّ هذه الأوضاع والمعاناة التي يعيشها بعض البشر في أماكن قريبة جـدًّا مِنّا يُشعِرنا بالمسؤوليةِ تجاههم، والرغبة في التخفيف من معاناتهم، وهذا ما تربينا عليه في دولة الإمارات العربية المتحدة، وما غرسته القيادة الرشيدة في نفوسنا من حب العمل الخيري؛ فإغاثة الملهوف من القيم الواجِبة على كلّ شخص مقتدر، لهذا وتزامُـناً مع حلول شهر رمضان الكريم أطلقَ صاحبُ السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي حملةَ «مئة مليون وجبة» وهي أكبر حملةٍ في المنطقة لإطعام الطعام، وتمتد إلى عشرين دولة من غينيا غـرباً حتى باكستان شـرقاً، مروراً بالعالم العربي لتقديم الدعم الغذائي للمحتاجين والأسر المتعففة، والإسهام في التغلب على تحدي الجوع في العالم، وهذه الحملة تُمكِّنُ جميع القادرين على المساعدة من داخل دولة الإمارات وخارجها بالتبرع لمكافحة الجوع، وتوفير الدعم الغذائي للمجتمعات الضعيفة والفئات المتدنية الدخل، وتتيح للأفراد والمؤسسات والشركات ورجال الأعمال وكافة فئات المجتمع الإسهام في مواجهة تحدي الجوع عالـمـيًّا، سعياً لِتكريس قيم العطاء في شهر الخير، ودعم الحملة الكبرى بين شبيهاتها على مستوى المنطقة.

إنّ حملة «مئة مليون وجبة» لم تكن حملة لتوزيع وجبات الطعام فحسب، وإنما تُعدُّ حملةً لإرسال مئة مليون رسالة للعالم؛ بأنّ عملَ الخيرِ والعطاء لا تحدُّه حدودٌ جغرافية أو فروق دينية أو عرقية بين الشعوب.

وقد قال صاحبُ السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: إنّ «إطعام الطعام في شهر الصيام من أفضل ما يمكن أنْ يقدمه شعبُ الإمارات الكريم لإخوانه في الإنسانية، بعد أنْ دفعت جائحة «كوفيد 19» العديد مِن الشعوب لتحديات معيشيّة صعبة، ودفعتنا أيضاً لنكون من أكثر الشعوب عطاءً وتراحـماً وتعاطـفاً مع معاناة غيـرنا» كما أضافَ سموه قائلاً:«سعادتنا في العطاء وشرفنا في خدمة المحتاج وبلادنا محظوظة بالخير الذي نفعله».

Email