إلى داعمي المحتوى الرقمي للأطفال.. لكل أم وأب يمسكون الآن كاميرات التصوير، ويجهزون أطفالهم ليطلوا على شاشاتهم المليونية، وقبل بدء أي بث، سآخذ من وقتكم القليل، لو تكرمتم، فهذا المقال موجه لكم على وجه الخصوص..!
في تقرير صادر عن الاتحاد الدولي للاتصالات حول المبادئ التوجيهية لأولياء الأمور بشأن حماية الطفل على الإنترنت لعام 2020، لفت انتباهي أحد المبادئ وهو «القدوة الرقمية»، والذي ينص على أن يكون الوالدان أسوة حسنة لأطفالهما، والتأكيد على تبني سلوكيات صحيحة أثناء استخدامهم لمواقع التواصل الاجتماعي، وصادف قراءتي لهذا التقرير، حملة شرسة شنتها مواقع التواصل على قناة يتابعها الملايين على اليوتيوب لطفلة، وكيف أمطرها الغالبية العظمى بالشتائم، لرداءة المحتوى الذي تقدمه، ومناشدتهم «اليوتيوب» لكي يغلق القناة..!
ولكن بالعودة إلى القدوة الرقمية، أجد أن تلك الطفلة وغيرها من الأطفال المشاهير من أصحاب القنوات الخاصة، ضحايا للمجتمع، يتعرضون للتنمر الإلكتروني بشكل مريب، يهاجمون ويتم وصفهم بألفاظ قاسية، غير مبالين أن ذاك المحتوى، يتم نشره دون وعي تام منهم.. بمباركة من «حضرتكم»، لاسيما من يدفعون أطفالهم لتقديم تحديات غريبة، أو التشجيع على الكذب، أو التحدث بمواضيع أكبر من سنهم، بث يتجردون به من ثوابت المجتمع والقيم والتقاليد..!
ألم تفكروا ولو لبرهة أنكم تقذفون بأطفالكم في جحيم صناعة التفاهة لجني متابعين وأموال؟
ألم يتخاطر إلى أذهانكم كيف سيجابه الأطفال تلك التعليقات، وسط محيطهم وعلاقاتهم الاجتماعية؟
كل مواثيق حقوق الأطفال حول العالم تكفل لهم الحق في أن يعيشوا عيشة سوية، طبيعية وآمنة، وأن يشعروا بالحماية، وهذه مسؤوليتكم، ولكن الحضور المستشري للأطفال على قنوات اليوتيوب بهدف الشهرة وجني الأموال، وتقديم مواد هشة لا تسمن ولا تغني من جوع، أكبر انتهاك لحقوق الطفل، واستنزاف لبراءتهم.
رسالتي إليكم..!
تطبيلكم لخروج أطفالكم عن نص القيم سينخر شخصياتهم، وعندما تتلاشى مبادئهم، على أي ذنب ستراهنون؟