النينجا الجدد...!

ت + ت - الحجم الطبيعي

أود أن أسرد لكم اليوم مواقف نصادفها بشكل شبه يومي، أبطالها «النينجا الجدد»، والذين ستتعرفون عليهم من خلال المشاهد التالية:

المشهد الأول: تدخل بأمان الله لإحدى الجمعيات التعاونية لشراء البقالة على عجالة، فتشعر أن ثمة من يمشي خلفك كظلك، منتظراً اللحظة المباغتة، ذلك «النينجا» يقتنص الفرصة على حين غرة، فيعترض طريقك الضيق، ليسأل سؤالاً لا علاقة لك به، ثم ينعتك قائلاً «باين عليك ولد حلال»، ليطلب منك أن تدفع سعر سلتين طفحتا بحزم كبيرة الحجم من المؤونة وتطول القائمة، ولا تثنيه نظرات الصدمة التي تتحجر على وجهك، أو تسد رمقه كلمة «الله يعطيك»، لا.. بل يحشرك في زاوية ضيقة ويمسك بيدك، ليصبح المشهد رعباً مطلقاً، ثم تتحرر منه بأعجوبة لتلاقيه يسحب 3 عربات دفعة واحدة، ويملأ بها سيارته.

المشهد الثاني: تستعد لتغادر، تدير محرك السيارة، فتسمع نقراً على النافذة، من سيدة تسأل عن مكان أحد المستشفيات، في منطقة لا يوجد بها مستشفيات، فتتصرف على سجيتك ناعتاً المكان بكل محبة، ثم تقاطعك قائلة، أريد مبلغاً لأدفع لسيارة الأجرة التي لا وجود لها من الأساس، ثم تعطي بحب، ولا تتوقف حتى تتشبث بنافذتك كي تمنعك من المغادرة، طالبة أجار البيت، ومصاريف الأبناء، وأذكر أن أحدهم أخبرني أن أحد أولئك «النينجا» أخذ المبلغ قائلاً: كم أنت بخيل يا أخي..!

تطول سلسلة مغامرات «النينجا الجدد»، ولا يسع المكان ولا الصدور لاحتوائها، وبعيداً عن أساليبهم، ليست الحاجة عيباً، فقد تكفهر الحياة في وجوه البعض أحياناً، إلا أن إمارات الخير والعطاء، يداها مبسوطتان بحب للقاصي والداني، تعطي وتبذل من خلال العديد من المؤسسات الخيرية والإنسانية والاجتماعية، إلا أن ظهور أشكال متجددة من المتسولين «المقتدرين»، يحثنا على اتخاذ موقف واعٍ لدعم جهود الدولة في مواجهة هذا السلوك غير الحضاري.. بكل حزم.

 
Email