سحابة..!

ت + ت - الحجم الطبيعي

بدأت الحكاية حينما نحتت رمال الصحراء الأمل على أكف الغمام، فأمطرت حلماً أبدياً، لم يتوقف عن الانهمار، وعلى خطوط من نور خُطت حكاية تلك السحابة، فجابت سيرتها العالم، تنثر عبير قصتها في كل محفل، لتبرهن على أن المجد قرار..

فالقصة بدأت حينما كانت وليدته بين يديه طفلة صغيرة، نسج الأمل مهداً لها، كنفها من عواصف النهوض الأول، كانت حلمه القادم، كانت الموارد قليلة، لكن الطموح أكبر، فتح كتاب الحلم، نسج طالع المستحيل، علقها كتمائم أمل لن يأفل، كبرت طفلته سريعاً، لتربت على حلمه الذي كان ينسجه طويلاً.. ارتوت من كأس العزة طموحاً أبدياً، بقي يكبر معها ليعانق الأفق.

جالساً أمام حلمه، يناظره بعين أمل، وعين ترقب، يمتطي سحابة الإرادة نحو أفق بعيد، فمن كان كزايد، والخبراء بيأس يزفون له خبر أن صحراءنا لن تنبت يوماً، ليحفر الأرض بيده، ويتوسد الثرى، كأنه يهمس للأرض «فكلي واشربي وقري عينا»؟ من كان كزايد وهو يعمر الأرض والروح والعقول بكلماته وأفعاله، لتكون طفلته الوليدة سباقة في كل المجال، في وقت كانت الدول همها الشاغل المال والبترول؟

لقد صدق الوعد، فالوليدة كبرت، «الإمارات» أصبحت شامخة، قلبها في الأفق، وروحها تلف السماء، لقد كبرت، لتحقق حلم بانيها الحكيم، والدها الذي كان الفعل العظيم ديدنه، أنجبت الأخيار، امتلأت روحها بالعقول النيرة والقادة الحكماء، وإنجازاتها العظيمة سمع بها القاصي والداني، لتعمر سطور التاريخ بمآثر من ذهب..!

وفي الوقت الذي تحاصر العالم أوبئة وحروب، لم تلتفت الإمارات للعوائق، فصناعة الإنجاز دأبها، والمضي نحو المجد وقود يحرك شغافها، وصناعة الإنسان تجارتها الرابحة ورهانها الكاسب، وخلال 49 عاماً على رحلة سحابة الرفعة، يتجلى مبسم زايد في أفئدتنا، ليربت على أرواحنا، ونشمر بعزم نحو الخمسين، بروح زايد التي لن تأفل.

 

Email