التباعد لا تجميد العلاقات

ت + ت - الحجم الطبيعي

يقول أحدهم بحرقة: «مر على آخر مكالمة تلقيتها من أخوتي 6 أسابيع، كُنت في كُل يوم أترقب أية رسالة أو اتصال، علّني أجد ما يثلج الخاطر، ولكن دون جدوى، كُنت أعاود النظر إلى شاشة هاتفي في كل مرة، ولم أكن مرتاح العقل والقلب، فأنا لم أتصور أن الإفراط في حب إخوتي، ستقتلعه عواصف الظروف»، كم هو مؤلم أن التباعد الاجتماعي في زمن «كورونا»، أصبح أسلوب حياة وشماعة للتقصير.

قال تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ} (النساء). لقد حث ديننا على ضرورة صلة الرحم في القرآن الكريم، وفي أحاديث سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، لما لها من أهمية كبيرة في بناء مجتمع متلاحم ومترابط، تسوده المحبة والألفة.

حين تم إرسال استبيان إلكتروني عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، لقياس الرأي العام حول الأساليب التي يتم اتباعها لضمان استمرارية التواصل والحفاظ على صلة الرحم، في زمن «كورونا»، تركزت النسبة الأكبر حول إجراء المكالمات الهاتفية بنسبة 48 %، تليها اللقاءات مع الحرص على التباعد الجسدي بنسبة 42 %، واستخدام تطبيقات الفيديو بنسبة 10 %.

نعم، نحن نحتاج إلى الالتزام بالتباعد الجسدي، في ظل الظروف الراهنة، وتطبيق الإجراءات الاحترازية، للتغلب على شراسة هذا الوباء، وتجنب آثاره السلبية في حياة من نحب.

ولكن للأسف، فسّر البعض مصطلح التباعد الجسدي، على أنه تجميد للعلاقات، والانفصال عن الآخرين ومقاطعتهم، لذلك، بادرت منظمة الصحة العالمية، باستخدام مصطلح التباعد الجسدي، لتوضيح أهمية تجنب المصافحة والوجود في التجمعات، والذي لا يمنع من الحفاظ على العلاقات، من خلال وسائل التواصل والاتصالات المختلفة، للحفاظ على المجتمع، وتحصينه ضد الانهيار والقطيعة بين الأقارب.

 

Email