كن معطياً تكن سعيداً

ت + ت - الحجم الطبيعي

«أخبرني وسوف أنسى.. أرني وقد أتذكر.. أشركني وسوف أفهم».

في إحدى الرحلات المدرسية العلمية كان المعلم يشرِف على التلاميذ فاستوقفه موقف أحد الطلاب وهو يحاول إخفاء حذاء العامل، فسأله: «ما الذي تحاول أن تفعله بهذا الحذاء القديم الممزق؟»، فأخبرهُ بأنه جزم أن هذا الحذاء قد يكون لعامل فقير يعمل في هذا المكان وما أن ينتهي من عمله سيأتي بكل تأكيد إلى هنا لأخذه، لذا فكّر أن يخفي الحذاء بغرض المزاح والتسلية لمعرفة ردة فعله.

فأجابه المعلم: «يجب ألا نسلّي أنفسنا بأحزان الآخرين، بإمكانك أن تقوم بوضع قطعٍ نقدية داخل الحذاء وتختبئ كي تشاهد مدى تأثير ذلك عليه». أعجِب التلميذ بالاقتراح وقام بتنفيذه، حين رجع العامل تفاجأ كثيراً بتلك القطع النقدية وخرّ لله ساجداً باكياً، فقال المعلم للطالب: «ألستَ الآن أكثر سعادة؟». (لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ، وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ)، (آل عمران - 92).

لغرس ثقافة العطاء أولاً لابد من تربية الطفل على عادة تقديم المساعدة، والذي بإمكانه أن يتحقق بشكل ملحوظ من خلال القدوة الحسنة. ثانياً تحفيزه على التطوع من خلال السماح له بالمشاركة في بعض الأنشطة الخيرية التي تتناسب مع مرحلته العمرية. ثالثاً تعويده على الإنفاق في مجال الخير والعمل الإنساني من خلال حثه على ادخار جزء من مصروفه الخاص. رابعاً تشجيع الطفل على التبرع ببعض ملابسه للأطفال الذين هم في أمسّ الحاجة للعون.

«الفرحة والمحبة اللتان نقدمهما للآخرين تجلبان لنا السعادة».

يقول المثل الصيني: «مثلما يعود النهر إلى البحر هكذا يعود عطاؤك إليك»، العطاء يعد من أفضل الممارسات لتحقيق السعادة الحقيقية، فعندما يكون العطاء حقيقياً نابعاً من القلب تتجلى قوة العطاء فتتحقق سعادتك.

 

Email