تكاملية الأدوار

ت + ت - الحجم الطبيعي

أصبحت بعض المدارس اليوم جاهزة لدمج التعليم «عن بعد» في «التقليدي» في ظل الظروف الراهنة باتباع الطرق الوقائية وضمان الصحة والسلامة للطلاب إضافة إلى توفير التعليم بمعايير عالية الجودة. فلقد تم إعطاء الأهالي حزمة من الخيارات لتسهيل عملية التعليم بما يتناسب مع ظروف الطلاب. ولكن بعض أولياء الأمور وخاصةً العاملين يخيم عليهم القلق بشأن قدرة الطلاب على الحفاظ على الوتيرة المناسبة عند متابعة المدرسين «عن بعد» من خلال الأجهزة الإلكترونية.

وهنا يبرز مبدأ تكاملية الأدوار ما بين المعلم والطالب وأولياء الأمور، فلا بد من تقبل فكرة أن الحياة متقلّبة وأن الوضع الحالي ربما يزول وربما يطول، وصحيح أن الدراسة في المنزل قد تطمئن بعض أولياء الأمور من ناحية سلامة الأبناء ولكنها قد تؤثر سلباً في حال غياب الوالدين إما لانشغالهم بالعمل وإما انشغالهم بالأفكار السلبية عن ضعف كفاءة المعلمين، والذي قد يجعل بعض الأبناء في ارتباك كأنهم وسط الطوفان وسيول الفشل الجارف.

يقوم عضو هيئة التدريس في بيئة التعليم «عن بعد» بدور رئيس في تنظيم الأنشطة التعليمية التي تدعم بيئة التعلم وتطور مهارات الطلاب. ويبقى دور أولياء الأمور في تسهيل عجلة التعليم بإعداد جدول دراسة أسبوعي للأبناء، والتحقق من الرسائل المُرسلة من المدرسة عبر البريد الإلكتروني باستمرار، وتجهيز مكان مناسب للدراسة وتوفير جهاز عالي الجودة، وتشجيع الأبناء على التواصل مع المدرسين من خلال شبكات الدراسة «عن بعد» وعدم التردد بسؤالهم عن أي أمر دراسي غير واضح.

التعاون مطلب أساسي، فالمعلم بإمكانه مساعدة الطالب على تعلم المواد المختلفة عندما يكون الطالب على أتم الاستعداد لخوض تجربة التعلم «عن بعد»، ولكن يبقى دور أولياء الأمور في الإشراف المباشر وتوفير بيئة معرفية تساهم في إنجاح رحلة تعلم الأبناء.

 

Email