فكّر بإيجابية

ت + ت - الحجم الطبيعي

يميل معظم الناس إلى التفاعل بطريقة سلبية مع مواقف الحياة دون أن يلتفتوا إلى الجانب الإيجابي لتلك المواقف، وهذا ما نراه في العديد من أوجه الحياة، حيث التضخيم والمبالغة في إبراز السلبيات عند إصدار الأحكام والآراء في شخص ما أو مجموعة ما، مع تجاهل وتعتيم للنقاط الإيجابية في ذات الشخص أو المجموعة.

فالسلبيات تنال ما لا تناله الإيجابيات من تفاعل وردود أفعال وتعزيز من قبل الآخرين، والتي تعزو عادةً إلى الرغبة في التفريج عن الإحباطات الذاتية والاستمتاع بلعب دور الضحية، وإلى الميل إلى الاستخدام المفرط للحيل الدفاعية النفسية كالتبرير والإسقاط تجنباً للوم الذات وجلد الضمير، علاوةً على أن التفكير الإيجابي قد يتطلب بذل جهد أكبر من قبل الإنسان إذا ما قورن بالتفكير السلبي.

لم لا يكون ذلك الجهد ونحن نعلم أن وقود السعادة هو التفكير الإيجابي؟! وأن السعادة لن تتأتى في حالة الركود والكسل والتفكير السلبي!

لا بد أن نهم بذلك الجهد الذهني ابتداءً من الوعي والتنبه الذاتي لكل فكرة سلبية خاطفة يمكن أن نفكر بها وتدوينها وحصرها، انتقالاً إلى التحرر من قناعاتنا السلبية الثابتة الواحدة تلو الأخرى، كأن تتحرر من فكرة أنك شخص كسول أو غير منتج لما لتلك القناعات من تأثير سلبي في التعاطي مع مجريات الحياة، ومن ثم التكيف مع متغيرات هذا القرن من خلال عدم التشبث بالآراء والمعتقدات التي قد يدحضها العالم المتغير سريعاً، الأمر الذي قد يتطلب منك اتباع نهج التعلم الذاتي المستمر لمواكبة هذا العصر المتبدل.

الطريق إلى بلوغ السعادة طويل ويتطلب انضباطاً ذاتياً، لا تنجرف في دوامة التفكير السلبي، واحذر التفاعل مع السلبيين بسلبية، كن من يزرع الإيجابية لدى الآخرين، وصاحب الإيجابيين تسعد.

 

 

Email