القيادة الأبوية

ت + ت - الحجم الطبيعي

عرف خبراء القيادة وعلماء النفس والباحثون في مجال السلوك التنظيمي والمؤسسي القيادة الأبوية أنها «نمط أو أسلوب من أساليب القيادة التي تجمع الانضباط والنزاهة الأخلاقية مع الرحمة والإحسان والعاطفة الأبوية»، لتولد إطار العائلة المؤسسية الذي ينظم العلاقة بين الرؤساء والمرؤوسين في بيئة العمل المؤسسي. من جهة أخرى، تؤكد أفضل الممارسات الإدارية في مجال إدارة الأداء المؤسسي.

ومنها التجربة اليابانية، أن القيادة الأبوية الإيجابية ترسخ ثقافة الإنجاز من خلال فرق العمل، وتغرس مبدأ المسؤولية في النفوس، وتمثل محور ارتكاز السعادة الوظيفية، وعاملاً رئيساً لتحقيق التنافسية الدولية.

في فلسفة الإدارة بالنتائج، يرتكز أسلوب القيادة الأبوية، على محورين رئيسين وهما: «الإنجاز والتأثير»، ومن خلال تحليلنا فلسفة الإنجاز والتأثير، تبين ارتباطهما بمعيار القيادة الفعالة.

حيث إن القيادة تختزل الإنجازات، والإنجازات لن تتحقق إلا من خلال التأثير في النفوس.

وبالتالي القيادة الأبوية تبين مدى قدرة القائد على تحقيق الإنجازات «الأهداف المرسومة»، من خلال حكمته وتأثيره في نفوس المنجزين «رأس المال البشري» الأفراد وفرق العمل، والقائد الأبوي الناجح هو من يمارس فن إدارة البشر ليحقق المعادلة الصعبة «الإنجاز في الأداء والتأثير في النفوس».

ولنا في التجربة الرائدة لحكومة دولة الإمارات العربية المتحدة وقيادتها الرشيدة الأسوة الحسنة وخير دليل على ذلك، تلك التجربة التي بدأت منذ سبعينيات القرن الماضي وما زالت وسوف تستمر بمشيئة الله، تجربة قدمت للعالم أنموذجاً متميزاً في مجال القيادة الأبوية الفعالة بين الحاكم والرعية، والرئيس والمرؤوسين، محور ارتكازها الرحمة الحانية، وأهم مخرجاتها الاستثمار في البشر.

* مستشار أول للأداء المؤسسي والاستراتيجي

 

Email