مسؤولية وطنية أم حرية شخصية

ت + ت - الحجم الطبيعي

وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، رسالة للمجلس الوطني للإعلام ليتم ضبط وسائل التواصل الاجتماعي بوضع معايير واضحة ومباشرة تحافظ على سمعة دولة الإمارات في وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك من خلال مخاطبة العقول والقلوب لتعزيز مكانة دولة الإمارات عربياً ودولياً.

حيث فرضت مواقع التواصل الاجتماعي تأثيرها الواسع في مختلف جوانب الحياة، وحققت انتشاراً واسعاً، خصوصاً بين فئة الشباب الذين يشكلون النسبة الأكبر من مستخدميها، حيث يتعاظم دورها في تبادل الثقافات والأفكار والآراء المختلفة على المستويين المحلي والعالمي أيضاً، ولكن بالرغم من الفوائد والفرص التي تمنحها هذه المواقع لمستخدميها، إلا أنها بدأت تتسبب في مخاطر وتهديدات عديدة بسبب سوء الاستخدام الذي قد يمس الأفراد ويؤثر على سمعة الدولة.

«وإِنَّمَـا الأُمَـمُ الأَخْـلاقُ مَا بَقِيَـتْ، فَـإِنْ هُمُ ذَهَبَـتْ أَخْـلاقُهُمْ ذَهَبُـوا» - أحمد شوقي.

وسائل التواصل الاجتماعي تعتَبر مساحة للحوار والانتقاد البناء والتعبير عن الآراء الشخصية، ولكننا نجد في الوقت الراهن موجات من الحوار المسموم الذي يلوث بعض منصات التواصل الاجتماعي، فأصبح البعض لا يراعي ضوابط الحوار مع الآخرين، ويستخدم الكلمات السلبية التي تولِد الحقد والكراهية بين مستخدمي هذه المواقع، فيصبح ترويج الشائعات أو إرسال الردود السلبية هو همهم الشاغل.

لذا يتورط بعض الأشخاص في قضايا جنائية بسبب ارتكابهم ممارسات غير أخلاقية كالسبّ وقذف الآخرين، أو التشهير بهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بسبب استغلال مبدأ حرية التعبير بالشكل الخاطئ لاعتقادهم أنهم في العالم الافتراضي بعيدون كل البعد عن المسؤولية القانونية، ولكن الجهات المختصة تستقبل وتتحرى جميع الشكاوى الإلكترونية المقدمة من قبل الجمهور، والتي يترتب عليها الحبس أو دفع الغرامات النقدية.

«الصاحب ساحب» حتى ولو كان خلف الشاشة، لذلك يجب على مستخدمي هذه المواقع التمهل في اختيار الأشخاص الذين يتم متابعتهم بشكل مستمر حتى يتأكدوا تماماً من حسن الطرح ومصداقية المحتوى الذي يتم تقديمه، كما يجب التذكر دائماً أن أغلب مستخدمي هذه المواقع لا نعرفهم معرفة شخصية؛ لذلك في حين تجاوز أحدهم الحدود يمكنك حظره بكبسة زر من دون الدخول في حوارات سلبية قد تتفاقم مع مرور الوقت وتتسبب في تشويه سمعة أفراد المجتمع والدولة.

علينا أن نتذكر دائماً أن تواجدنا على مواقع التواصل الاجتماعي مسؤولية وطنية قبل أن تكون حرية شخصية، لأننا نمثل الدولة ويقع على عاتقنا جميعاً نشر وتداول الموضوعات الإيجابية التي تسهم في تطور المجتمع وتعزيز مكانة الدولة.

 

Email