رسالة من القلب

ت + ت - الحجم الطبيعي

ينشر أحد مشاهير التواصل الاجتماعي مقطعاً تصويرياً ينصح فيه أولياء الأمور بأهمية السفر بعيداً عن الأطفال ليتمكنوا من قضاء رحلة ممتعة تشعرهم بالراحة بعيداً عن الأطفال. كما أنه ينقل تجربته المفعمة بالراحة في ترك أطفاله مع الأقارب طوال فترة غيابه والتي مكنته من التخلص من الروتين وعبء المسؤولية.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رَحِمَ اللهُ وَالِداً أَعَانَ وَلَدَهُ عَلَى بِرِّهِ). فكيف يُطالِب بعض الآباء الأبناء ببرهم قبل أن يؤدوا واجبَهم. اليوم يشكو البعض من عقوق الأبناء ولكن لو رجِعنا إلى الجانب التربوي في مراحل الطفولة المبكرة لوجدنا أن هناك قصوراً للآباء في الجانب العاطفي وفي غرس القيم الدينية والأخلاقية أو إهمالهم وعدم الإكتراث بمشاعرهم.

حين تم إرسال الاستبيان الإلكتروني عبر مواقع التواصل الاجتماعي «تويتر» و«انستغرام» لقياس الرأي العام بخصوص ترك أولياء الأمور الأطفال مع الأقارب والسفر إلى الخارج بهدف الاستمتاع في العطلة، بلغ نسبة المؤيدين 26% لأنهم يجدون فيها راحة نفسية بعيداً عن إزعاج الأبناء. بينما بلغت نسبة الذين وجدوا في هذا التصرف عدم تحمل المسؤولية وقصور بعض المربين والأنانية وحب الذات 45% و29%، لأنهم تجاهلوا مشاعر الأطفال واهتموا في راحتهم النفسية لا أكثر. لينال الوالدان بر الأبناء يجب أن يتم تربيتهم على الرحمة والحب والابتعاد عن العنف والأنانية لأنها ستكون الطريقة التي سيعاملون بها الوالدين في كبرهم، فهي سلوكيات تربوا عليها.

أما مشاهير التواصل الاجتماعي فهم سفراء لدولهم ولا يمثلون أنفسهم فقط لذا عليهم دعم بعض القضايا الاجتماعية التي تركز على أهمية الحفاظ على كيان الأسرة بتوعية المتابعين والابتعاد عن المحتوى الذي قد يكون له تأثير سلبي في الشباب والأطفال. فالأسرة تعتبر النواة الأولى للمجتمع وهي الدائرة الأقرب التي يتعلم منها الطفل السلوكيات التي يتعامل بها مع من هم حوله. لذا يجب على المؤثرين نشر مقاطع توعوية للأسرة الناجحة وكيفية التعامل مع الأبناء بأن يشعروه بأهميته مهما كان صغيراً، ومقطع يبين كيف بإمكانهم أن يظهروا حبهم للأبناء ليكوّنوا لديهم الرصيد العاطفي الذي يبحثون عنه ومقطع آخر يبين أهمية إعطائهم الوقت الكافي وتوضيح خطورة حب النفس والانشغال عن الأطفال لإرضاء الذات.

رسالة من القلب، اكسب بر أطفالك قبل أن تصل إلى أرذل العمر وتكون في أمس الحاجة لهم ولا تجدهم حولك لانشغالهم في البحث عن المعنى الحقيقي للسعادة تماماً كما فعلت أنت في طفولتهم.

Email