وجهة نظر

السعادة باختصار..

ت + ت - الحجم الطبيعي

«كيف أستطيع أن أكون سعيداً وأنا حياتي مليئة بالضغوط النفسية في العمل مع المدير وزملائي، وفي المنزل مع أسرتي وحتى في علاقاتي مع بعض الأصدقاء؟». السعادة مفهوم تحار فيه العقول وتختلف حوله الرؤى، محلها داخل القلب وتنعكس على جميع المشاعر والأحاسيس. تمر علينا الأيام ولا نعرف ماذا تحمل بين طياتها ولكل واحد منا حكاية قدّرها الله وموجودة في اللوح المحفوظ سلفاً، ولكن يمضي البعض في رحلة الحياة ليحقق حلمه وطموحه وأهدافه فتواجهه بعض العقبات والصدمات فيصاب بالحزن والتعاسة ظناً منه أنه الأكثر ألماً في هذه الحياة.

والإنسان بطبعه يميلُ أكثر إلى تذكر المآسي التي عاشها في الماضي والألم الذي شعر به آنذاك بسببه، فيجحد النعم التي يمتلكها والمواقف السعيدة في حياته والضُّر الذي دُفع عنه رحمةً من الله عز وجل.

«لقد خلقنا الإنسان في كبد» - سورة البلد. الدنيا لم تخلق للراحة والسعادة الأبدية، فالمشقة تبدأ في حياة الإنسان منذ أن تدخل أول ذرة من هواء الأكسجين إلى رئتيه، وبعد مرور الأيام يتحمل كبد ومشقة الامتحانات في المرحلة الدراسية إلى أن يتخرج، فيبدأ العمل ويشعر بالاستقرار فتجده يواجه هماً جديداً وهو التفكير بالزواج وهكذا.

في محطات الحياة المختلفة من المهم أن يمتلك الشخص الذكاء العاطفي الذي يكسبه الطاقة الإيجابية والتفكير بشكل أفضل وبالتالي ينعكس ذلك على تصرفاته.

يعرِّف الكاتب دانيال جولمان الذكاء العاطفي بأنه قدرة الشخص على التعرف على شعوره الشخصي وشعور الآخرين، الذي يكون جلياً في قدرته على تحفيز النفس وتقوية الإرادة في التحكم بالمشاعر بشكل فعال في أغلب علاقاته مع الناس، لذا تجدهم يتمتعون بسعادة أكثر من غيرهم.

إذاً كيف تقرر أن تكون سعيداً؟

جرب أن تعيش اللحظة كما هي وأن تستمتع بها دون أن تثقلها بقضايا وهموم الماضي أو القلق من المستقبل، وعند مواجهة أي تصرف قد يغضبك من أي شخصٍ كان، حاول أن تتنفس بعمق والتمعن في الموقف الحالي واستذكار أهدافك الأساسية. كما أن العمل التطوعي يجعل الشخص في قمة السعادة لأنه لا يرضي ضميره فحسب بل يجعله يشعر بالسعادة لتمكنه من مساعدة من هم في أمس الحاجة للعون.

وتصَرف بسعادة حتى إذا كنت لا تشعر بها، وحاول أن تجعل السعادة جزءًا لا يتجزأ من حياتك. وعندما يسألك الآخرون عن حالك، يجب أن تكون إجابتك إيجابية وستجد أن السعادة تتسلل إلى قلبك.

إذاً السعادة باختصار قرار أنت تصنعه.

Email