الحرب على المخدرات

ت + ت - الحجم الطبيعي

تشكل المخدرات خطراً داهماً على المجتمعات، وآفة خطيرة تعمل على تدمير الإنسان، وبالتالي تدمير المجتمعات والدول، ولذلك فالحرب عليها عالمية، ويتكاتف المجتمع الدولي للتصدي لها بكل قوة.

ويصادف غداً الأربعاء اليوم العالمي لمكافحة المخدرات، وهي مناسبة لنشعر بالامتنان والتقدير للجهود التي تقوم بها دولة الإمارات من أجل حماية أبنائنا ومجتمعنا من هذه الآفة القاتلة.

بلا شك تلك جهود جبارة، وتعلن الأجهزة الشرطية بين الحين والآخر عن إحباط عمليات تهريب أو ترويج المخدرات، والقبض على المروجين من مختلف الجنسيات، ومصادرة المواد المخدرة، وأقراص المؤثرات العقلية.. جهد جبار واضح، وله كل التقدير والامتنان.

وزارة الداخلية تقوم عادة بفعاليات مجتمعية بهدف التعريف بمخاطر المخدرات وخطورة رفقاء السوء، والآثار السلبية المترتبة على التعاطي للمرة الأولى، والتي تكمن فيها المشكلة، حيث يعتبرها المراهقون مغامرة وهم في عمر الاستكشاف والتجربة.

ولا يجب ترك الأجهزة الشرطية والأمنية تخوض هذه الحرب بمفردها، فالقضية تهم الجميع، كلنا يجب أن نكون محاربين، المجتمع بأسره وبجميع مكوناته يجب أن يكافح المخدرات، لأنها حرب لن تنتهي قريباً، وقد يكون للإعلام والدراما والسينما ووسائل التواصل الاجتماعي والمؤثرين بها دور وتأثير أكبر في التوعية بالمخاطر والوصول برسائل التوعية للشباب والمراهقين بشكل خاص، فتأثير هذه الوسائل يتعاظم يوماً بعد يوم.

ولابد أن يكون هناك دور حيوي للأسرة، فهي الدرع الأول الواقي للأبناء، كما أنها الخاسر الأول في هذه الحرب لا قدر الله، لذلك من واجب أولياء الأمور العمل على تعزيز التربية السليمة والتوعية والإرشاد وعدم إهمال الأبناء أو الانشغال عنهم وعن احتياجاتهم، ومع بداية الإجازة الصيفية تطفو على السطح مخاوف الأهالي من أوقات الفراغ التي ستواجه الأبناء خلال الصيف، حيث يكون الفراغ عدواً لا بدّ من الانتباه له، أين سيقضي الأبناء إجازتهم؟

وأكثر الهواجس التي يخشاها الآباء هي أصحاب السوء وما قد يجره ذلك من إدمان على المخدرات أو التورط في المشكلات أو حتى التعرف على عادات سيئة مثل التدخين أو الرغبة في السفر برفقة الأصدقاء، حيث لا رقيب ولا حسيب، وهذا أمر خطير قد لا ينتبه له كثير من أولياء الأمور، ففي كثير من الدول تجد الممنوع متوفراً ومباحاً، بل يسهل الحصول عليه، وحينها لن يفيد الندم، وتتردد قصص كثيرة عن شبان أو مراهقين قد تورطوا في قضايا مخدرات في بعض البلدان الآسيوية، أو تقطعت بهم السبل خارج الدولة بسبب تعرضهم للنصب أو النهب أو التورط في قضايا أخلاقية.

 

Email