زايد الخير دائماً

ت + ت - الحجم الطبيعي

كل عام نكتب في يوم زايد للعمل الإنساني وفي كل عام نكتشف المزيد من عظمة هذا الرجل الاستثنائي. ولا أبالغ إن قلت إننا سنظل نكتب ونستكشف من معين زايد الخير رحمه الله وطيب ثراه لأن ما تركه لنا من إرث إنساني سيبقى مشعلاً يهدي الأجيال وليس فقط الجيل الذي عايشه رحمة الله عليه.

ومن المهم هنا أن ندرك التأثير الممتد لمدرسة الشيخ زايد الإنسانية وخاصة في مجال التحفيز المتواصل والشمول الإنساني وهما ميزتان نحن أحوج ما نكون لهما في عام التسامح.

بالنسبة للتحفيز المتواصل لعلنا جميعاً ندرك أنه رغم مرور خمسة عشر عاماً على رحيل الوالد زايد، فلا يزال صدى صوته وحكمة أقواله تتردد في عقول الإماراتيين وقلوبهم محفزة لهم على عمل الخير وكل ما هو إيجابي. وهذا التأثير الأبوي الممتد لا يحصل إلا لقائد احتضن شعبه في قلبه بعيداً عن الرسميات وقريباً جداً من جوهر الروح.

أما الشمول الإنساني فليس بداهة أن الدولة التي بناها زايد الخير هي الدولة التي تستضيف على أرضها قرابة مئتي جنسية في وئام وسلام بينما تعد من أكثر دول العالم تنويعاً لمساعداتها الخيرية والإنسانية الخارجية فهذه هي غراس ذلك الأب المؤسس الفذ تغمده الله بواسع رحمته.

لقد كان زايد مدرسة في حياته وها هو يعلم الأجيال بعد وفاته، ترى ما الذي ينبغي علينا اليوم كإماراتيين أن نفعل لتخليد إنسانيته الرفيعة ودروسها الجمة؟ لعل هذه هي أحد الأفكار التي حدت بقيادتنا الرشيدة إلى إطلاق يوم زايد للعمل الإنساني الذي نحييه كل عام في ذكرى رحيل الأب المؤسس. وهذا جهد مؤسسي لكننا نحتاج اليوم إلى نقلة مختلفة تأخذ هذا الحس الإنساني للمستوى الفردي والعائلي ليكون في كل بيت وأسرة صغيرة إحياء لإنسانية زايد الخير حتى في المبادئ الأخلاقية التي نربي عليها أبناءنا الصغار لكي يتشربوا منذ الصغر الأسس الأخلاقية لدولتهم وفقاً لمبادئ زايد الخير.

نحن في جائزة وطني الإمارات للعمل الإنساني تعلمنا هذه الدروس من شيخنا العود رحمه الله والذي أسست الجائزة تخليداً لذكراه، حيث توسعنا في معاني الجائزة ومضامينها بإضافة بصمتين للمعلم والرياضي، فيما تم تكريم إحدى بناته رحمه الله بالبصمة الذهبية كما توسعنا في دائرة التكريم خليجياً وعربياً تقديراً منا لرسالة زايد السامية في العمل الإنساني بضروبه المختلفة.

وسيبقى زايد حياً فينا بمآثره العطرة وذكراه الخيرة وصنائع يديه من المعروف. رحمك الله يا باني الاتحاد.

Email