حدود تدخُّل الأصدقاء

ت + ت - الحجم الطبيعي

تلحُّ صديقتها أن تخرج معها إلى مطعم يعجُّ بالناس في وقت متأخر جداً، والذي اعتادت الذهاب إليه معها قبل خطبتِها، وبالرغم من رفضها الخروج حتى لا تتسبب في استياء خطيبها الذي لن يعجبه ولن يرضى بسبب تأخر الوقت وازدحام المطعم، إلا أن صديقتها تصفها بالضعيفة لطاعة خطيبها الأناني الذي لا يتردد أحياناً في حرمانها من الخروج برفقة صديقاتها في الأماكن العامة.

وبعد إلحاح، استطاعت صديقتها إقناعها ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان، فخطيبها كان متواجداً مع زملاء العمل في نفس المطعم، وحين رآها انتابه الغضب لعدم احترام رغباته التي كانت من قلب محب، لذا لم يكن يرد على مكالماتها المتتالية لشدة استيائه.

رغم أن الصداقات مهمة في حياة كل إنسان، إلا أن بعض الصداقات قد يكون لها أثر سلبي في العلاقات الزوجية لدرجة تدميرها، فمعظم حالات الطلاق والخيانات الزوجية سببها أصدقاء السوء. فكم من صديقة تقنع المرأة بعكس ما يجدر فعله مع الزوج، فيولّد ذلك مشاكل أكبر وأكبر، وكم من صديق يحاول إيجاد النصيحة من صديق فلا يحصل سوى على الحل الأسوأ، لأنه غير واع بتفاصيل المشكلة.

الزوج الواعي يبعد كل من يشجعه على العلاقات غير الشرعية بهدف التسلية، والزوجة العاقلة تحرص على الحفاظ على كيان العلاقة الزوجية بإبعاد الصديقات اللاتي يشعرن بالغيرة، فيبثثن سمومهن لتدمير صفاء حياتها الجديدة. فالصداقات التي لا تحترم الحدود وتتطفل في طريقة التعامل مع الأزواج، لدرجة وأد كل ما بها من محبة واحترام، تستحق الإبعاد تماماً عن أسوار الحياة الزوجية.

إفشاء المقبلين على الزواج لأدق تفاصيل حياتهم مع شريك الحياة للأصدقاء قد يعرِض هذه العلاقة للهلاك.

«لقطات توقظ فيك الحياة رغم خناجر السّمّ المارقة التي تمزّق أحشاءنا بين الفينة والفينة».

تشعر الصديقة باللوم لأنها تسببت في المشكلة بينها وبين خطيب صديقتها الطيبة، لذا تطلب منها رقم هاتف ومكان عمل خطيبها لتتمكن من الصلح فيما بينهما. فتشعر صديقتها بالسعادة من هذا الاهتمام النابع من قلب محب، لذا لا تتردد في تزويدها بالتفاصيل، وتذهب بعدها مباشرةً إلى مقر عمله لتطلب منه أن يسامح صديقتها لأنها لم ترغب أساساً بمرافقتها لولا أنها أصرت.

هذا الاندفاع والجرأة يجعل الرجل يعجب بالفتاة، فتتوالى المكالمات المتناغمة والمواعيد فيما بينهما لفترة طويلة، فتكتشف الصديقة الطيبة في نهاية المطاف خيانة من قدمت لهما كل الحب والثقة وهما في المقابل أطلقا عليها رصاصة الغدر.

 

Email