كوكب الإمارات

ت + ت - الحجم الطبيعي

منذُ عقدين من الزمن ظهر مصطلح «كوكب اليابان»، وحينها كان يراود خلجات فكري رؤيا وحلم، كلاهما يتمحور في الإجابة عن التساؤل التالي: «هل سأكتب يوماً ما عن مصطلح «كوكب الإمارات»، بدلاً عن «كوكب اليابان»؟

ومع بداية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين اختلفت معايير تقييم الدول، فبعد أن كانت تصنف الدول إلى دول قوية ودول غير قوية، أصبحت تصنف اليوم إلى دول مؤثرة ودول غير مؤثرة، ودول تعرف ودول لا تعرف، وبالتالي تغيرت معايير التقييم وأصبحت معايير المعرفة والابتكار، والقوة الناعمة وقدرة الدولة على مساعدة الإنسانية، ومدى تأثيرها في صناعة المستقبل وتحقيق جودة الحياة للبشرية، هي المعايير الرئيسية للحكم على مدى قدرة الدول على التأثير في الساحة الدولية ومستقبل الشعوب، وبالتالي باتت دول حديثة النشأة، صغيرة الحجم، تتبوأ أعلى درجات سلم التنافسية الدولية.

وبحكمة القيادة الاستثنائية وعزيمة الرجال المخلصين تحققت الرؤية وأصبح الحلم واقعاً ملموساً، وبرزت تجربة إماراتية عربية فريدة من نوعها، أصبحت تعلم العالم فن اتخاذ القرار وحوكمة الأداء الحكومي وصناعة التنافسية الدولية، من خلال حكومة مرنة ومتطورة، جعلت من نفسها خادمة للشعب لا سلطة عليه، غايتها إسعاد الناس وهدفها المحافظة على القيم وبلوغ المركز الأول في كل المجالات، وخلال الـ7 سنوات الماضية فقط حققت دولة الإمارات نتائج ريادية نقلتها من المركز الـ28 إلى المركز السابع عالمياً في مجال التنافسية الدولية، مؤكدة صدارتها الإقليمية للتنافسية ودخولها ضمن قائمة العشر الكبار الأكثر تنافسية على المستوى الدولي، ومتقدمة على دول كبيرة مثل كندا والنرويج لأول مرة، وحققت الإمارات المركز الأول عالمياً ضمن أكثر الدول المانحة للمساعدات الإنمائية للإنسانية مقارنة بالدخل الإجمالي للدولة.

ومنذ عام تقريباً تصدّرت الإمارات وللعام السابع على التوالي قائمة الدول المفضلة للعيش لدى الشباب العربي تليها الولايات المتحدة وكندا وألمانيا، وحصدت أعلى نسبة في مجال رغبة الشباب لدولهم أن تحذو حذو تجربتها، وخلصت الدراسة التي أعدتها مؤسسة «بيرسون مارستيلر» في 16 دولة عربية إلى أن «الشباب العربي يرى الإمارات النموذج الأمثل للعيش الكريم، والوجهة البارزة للحياة وفرص العمل»، وحينها أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، أن الإمارات كانت وستبقى بلد الجميع.

فكم أنا محظوظ أن أعيش حتى أكتب عن كوكب «الإمارات» بدلاً عن كوكب «اليابان»، وكم أنا فخور أن يرسخ التسامح ويستشرف مستقبل أمتي والإنسانية في أرض الإمارات، بدلاً عن أرض منتدى دافوس.

Email