اقتصاد محمد بن راشد

ت + ت - الحجم الطبيعي

صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، زار بلدية دبي، الأسبوع الماضي، وأطلق «مجموعة مشاريع بنية تحتية في دبي بقيمة 6.5 مليارات درهم، منها نفق استراتيجي لتصريف مياه الأمطار، وأول قمر صناعي بيئي في الدولة، ومشروع لتحويل كافة النفايات الصلبة لطاقة، ومخطط تطويري للأسواق التقليدية في دبي».

تزامن مع ذلك الكشف عن أن نصف المشاريع الكبرى التي سيتم افتتاحها في دول الخليج خلال 2019 ستفتتح في دبي، بينما توقع صندوق النقد الدولي، في تقريره عن آفاق 2019، أن يكون معدل نمو اقتصاد دبي 4% خلال العام، منها 3.3% للقطاع غير النفطي، متفوقاً على متوسط النمو العالمي 3.6% خلال الفترة من 2019 ــ 2023.

لا أجد أبلغ من إعلان صاحب السمو في بلدية دبي، وما تزامن معه من وقائع، لتأكيد الحقيقة الراسخة حول متانة اقتصاد دبي ومنعته، والتفاؤل الإيجابي المدروس بمساراته المستقبلية، وقدرته على التجاوب المنتج والإيجابي مع أي تحديات، وتحويلها إلى فرص تزيد من قدرته على النمو، والانطلاق للأمام.

والمعروف عند خبراء الاقتصاد أن الإنفاق الحكومي الرأسمالي (أي على المشاريع وليس على النفقات الجارية) يمثل أحد محركات النمو، كما أنه يعبّر عن ثقة الحكومة باقتصادها، وإمكانياته، لذلك لا يبدو غريباً ولا مستهجناً أن يعلن صاحب السمو عن مشاريع عملاقة جديدة، تمثل في رأيي الحزمة الأولى من المشروعات التي وعد بها سموه في وثيقة الخمسين، وستكون الخطوة المكمّلة إعلانات متتالية من القطاع الخاص تجاوباً مع المبادرات الحكومية.

مشكلة الذين يتحدثون بسلبية عن اقتصاد دبي، بغض النظر عن دوافعهم، أنهم يبنون نظرياتهم على رؤية قاصرة لاقتصاد ديناميكي متحرك ومتنوع ومتعدد المسارات، لذلك يفوتهم واقع أنه حتى لو تراجع قطاع ما من قطاعات اقتصاد دبي، وهذا ممكن لأي سبب، فهو لا يؤثر فعلياً على الوضع الكلي للاقتصاد إلا في الحدود الدنيا، نظراً لأن اقتصاد الإمارة صمم على أساس التنوع وعدم الاعتماد على مَوْرِدٍ واحد يقيّد البلاد والعباد.

نحن أيها السادة نتحدث عن «اقتصاد محمد بن راشد» الذي تعامل مع اقتصاد دبي، ومن ثم اقتصاد الدولة، على أساس المنعة الذاتية وعلى أساس أن نكون أسياد قرارنا الاقتصادي، لذلك لم يسمح بأن تعتمد دبي أو الإمارات على قطاع واحد كلياً، ولا على سوق واحدة لا توريداً ولا تصديراً، وكان التنوع هو سيد الموقف.

وبإذن الله تعالى وتوفيقه، سنبقى دائماً نقول: عَمار يا دبي، وعَمار يا دولة الإمارات.

Email