زادهُ الإحراقُ طيبا

ت + ت - الحجم الطبيعي

ضمن إحدى مباريات كرة القدم حدث ما لم يكن في الحسبان، فلقد جلس أحد اللاعبين على الأرض بشكل مفاجئ وهو ينهمر بكاءً؛ لأن بعض المشجعين المتواجدين على المدرجات شتموا شقيقه المتوفى بصوتٍ مرتفع. فعبّر اللاعب عن استيائه بحرقة بأنه كان بمقدوره التجاهل لو تعرض شخصياً لهذا السب.

ولكنه تألم كثيراً لأن الشخص المعني كان أخاه الذي انتقل إلى الرفيق الأعلى، والذي لا يحتاج منا سوى الدعاء له بالمغفرة والرحمة وليس السب والشتم. محبو كرة القدم ينظرون دائماً للاعبين على أنهم يعيشون حياة مثالية بسبب الشهرة والبذخ؛ لأنهم يتقاضون المبالغ الضخمة من ممارسة لعبة كرة القدم، لكن الأغلبية يشاهدون اللعبة من منظور المشجع، ولكنهم لا يدركون الجانب المظلم من حياة بعض اللاعبين. لما لا يعيش المشجعون حياة اللاعب لوهلة بمحاولة تفهّم مشاعره ورؤية ما قد نغفل عنه؟.

فبعضهم يمرون بحالة عدم استقرار وعدم ثبات الدخل وسخط الجمهور إذا كان أداؤهم ليس بالشكل المتوقع، الذي قد يشعرهم بالإحباط وانحدار الهمة.

لكل منا مشاعر وأحاسيس جعلها الله سبحانه وتعالى مختلفة من شخص إلى آخر في حدتها من حيث سرعة الغضب والرضا والفرح وغيرها من المشاعر. فتجد البعض يكظم الغيظ ويعفو عن الناس، والبعض الآخر لا يتردد في إهانة وجرح مشاعر الآخرين على أبسط وأتفه الأسباب، التي قد تتسبب في حدوث جروح عميقة تأخذ زمناً طويلاً حتى تبرأ.
«عامل الناس كما تحب أن يعاملوك».

للأسف، أصبح البعض لا يثمّن الكلام الذي يتلفظه متبعاً المثل «اللي في قلبي على لساني»، الذي لا يدل على صراحة الشخص وشفافيته ورقيه، بل يوضح في بعض الأحيان حجم سلوكه السيئ وتدني أخلاقه وجهله في العلاقات الاجتماعية لا أكثر.

الأخلاق لها دور أساسي في إنشاء أفراد مثقفين ومتحضرين ومجتمعات قوية لها دور أساسي في حماية الدولة من الانهيار والضياع. كما قال المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد:

«بدون الأخلاق وبدون حُسن السلوك وبدون العلم لا تستطيع الأمم أن تبني أجيالها والقيام بواجبها، وإنما حضارات الأمم بالعلم وحُسن الخلق والشهامة ومعرفة الماضي والتطلع للحاضر والمستقبل». في هذه المقولة حث، رحمه الله، شعبه على التمسك بالأخلاق الحسنة والسلوك الحسن، لأن بدونها لن تتمكن الدول من الرقي والتقدم.

«يزيدُ سفاهةً فأزيدُ حلماً، كعودٍ زادهُ الإحراقُ طيبا» - الإمام الشافعي.

أكد اللاعب للقناة الرياضية، أنه لا يريد أن يتم اتخاذ أي إجراءات ضد المشجع بقوله: «صحيح أنني تألمت وبكيت حين تلفظ الرجل بكلمات سيئة عن أخي، رحمه الله،.

ولكني لا أريد من الإدارة اتخاذ أي إجراءات ضده». احترام المشاعر ذوق وفن، إذاً لنحترم مشاعر الآخرين فلقد علّمنا رسولنا الكريم محمد ‬صلى الله عليه وسلم‮، كيفية مراعاة واحترام مشاعر الناس بحُسن الخلق في كل سلوك وتصرف. والذي يبعدهم عن الأمور التي قد تزعزع ثقتهم بأنفسهم، ويعزز أواصر المحبة والتواصل فيما بينهم. ‬‬‬


 

Email