وجهة نظر

درهم وقاية خير من قنطار علاج

ت + ت - الحجم الطبيعي

عندما أعلنت وزارة الصحة ووقاية المجتمع، عن قرار التطعيم الإلزامي من سرطان عنق الرحم لطالبات المدارس ضمن البرنامج الوطني للتطعيمات؛ طفحت بعض الردود السلبية على السطح من هذا القرار المفاجئ الخاص بإلزاميتهم للتطعيم في دولة الإمارات بعكس الدول الكبرى والتي توفره خيارياً، وبعد أيام قامت وزارة الصحة بالإعلان أنه تطعيم اختياري.

كيف كان يمكننا تفادي الاعتراضات وتسهيل تقبل العامة للقرار خاصة وأن الدراسات تؤكد فاعلية اللقاح في الوقاية من الإصابة بالمرض؟ بكل بساطة عبر الحملات الوطنية المكثفة والتثقيفية المقرونة بالدراسات العلمية والموثوقة بالإحصاءات للتعريف بأهمية اللقاح.

ما قد لا يعرفه الكثيرون بأن سرطان عنق الرحم يعتبر ثاني أكبر سرطان يصيب الإناث في الدولة، لأن الكشف عن الكثير من الحالات يأتي في مراحل متأخرة من المرض لأن هذا الفيروس من الممكن ألا يسبّب أيّ أعراض حتى تأتي الكارثة، التي تتمثّل في تشكّل الأورام السرطانية، وأن كثيراً من حالات سرطان عنق الرحم يمكن الوقاية منها بالفحص المنتظم والتطعيم، كما يمكن علاجها إذا تم الكشف عنها في وقتٍ مبكر، وأن احتمالية إصابتهن به قد تكون من تناول هرمونات الأستروجين الصناعية بجرعات كبيرة أو من شريك المستقبل إذا كان حاملاً للفيروس.

وهذا فعلاً ما حصل مع إحدى صديقاتي والتي أصيبت بالفيروس من زوجها وأخذت دورة علاجها عاماً من الإرهاق الذهني والاستنزاف النفسي والوهن العاطفي، إلى أن منّ الله عليها بالشفاء. لم يكن اللقاح متوفراً، ولم تقم بالفحص المنتظم للكشف المبكر بسبب غياب التوعية خاصة مع الاعتقاد السائد بأنه لا يصيب المجتمعات المحافظة.

قامت أستراليا في عام 2007 بتوفير اللقاح مجاناً للإناث للفئة العمرية المستهدفة وفي عام 2013 وسعت نطاق البرنامج ليشمل الذكور، واليوم بحسب الإعلان الصادر عن الجمعية الدولية لأبحاث فيروس الورم الحليمي والمسبب لسرطان عنق الرحم، قد تصبح أستراليا أول بلد يقضي على سرطان عنق الرحم خلال السنوات القادمة.

إن صحة بناتنا ذات أهمية كبيرة، فهن يمثلن نصف المجتمع، وفي حمايتهن من الأمراض حماية لهذا المجتمع وضماناً لاستدامته ومن هنا تكمن ضرورة التوعية لإزالة حاجز الخوف ونشر الثقافة الصحية؛ ومن ثم يكون القرار عائداً لأولياء الأمور، والذي يجب أن يتخذوه بعد الدراية الشافية والوافية، خاصة أن درهم وقاية خير من قنطار علاج.

Email