جواز نفاخر به في وطن يفاخر بنا

ت + ت - الحجم الطبيعي

كثيرون يضعون رؤى جميلة ورسائل طموحة بغرض تحقيقها، ولكن القليلين يعملون حقاً على تنفيذ الخطط لترى هذه الرؤى النور. نجحت الدبلوماسية الإماراتية بجدارة وامتياز مستحق في الاقتراب من تحقيق رؤيتها التي تهدف إلى وضع جواز دولة الإمارات من ضمن قائمة أقوى خمسة جوازات سفر في العالم بحلول عام 2021 احتفالاً باليوبيل الذهبي لدولتنا المجيدة.

جواز السفر من أهم الوثائق الرسمية التي يملكها أي إنسان والتي تُستمد قوته من الدولة الصادرة منها ومن نفوذها على الساحة الدولية وهي ترجمة واضحة للاحترام والتأثير الإيجابي والثقة التي تتمتع بها تلك الدولة. ويتم احتساب قوة جواز السفر بعدد الدول التي يستطيع حاملها زيارتها من دون تأشيرة مسبقة أو الحصول عليها بمجرد الوصول.

اليوم نحتفي بحلول جواز دولة الإمارات في المرتبة التاسعة عالمياً بحسب التصنيف العالمي بتقدم ملحوظ وكبير.

ففي غضون عام واحد تمكن من تجاوز 13 مركزاً من المرتبة 22 في 2017 ليصل اليوم لهذا المركز التاريخي؛ هذا الإنجاز انعكاس واضح لنجاح الدبلوماسية الإماراتية خلال السنوات الماضية في التخطيط الثاقب والعمل عليه بجد تنفيذاً لتوجيهات القيادة الرشيدة وبمتابعة شخصية وحثيثة من سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي والتي تبرهن مدى انفتاح الدولة وقوة علاقاتها الدولية ومتانة شراكاتها الاستراتيجية السياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها..

وهذا الإنجاز لم يكن وليد اللحظة، ولم يكن محض صدفة؛ بل نتاج لتكثيف الجهود من وزارة الخارجية والتعاون الدولي التي لعبت دوراً محورياً وحيوياً في إقناع حكومات الدول على إعفاء مواطنيها من التأشيرات عبر العمل على بناء شبكة واسعة من المصالح المتبادلة لخدمة القضايا المشتركة، ومن خلال دعم البرامج الإنسانية والإغاثية والإنمائية، وأيضاً عبر مساهمتها الفاعلة في حفظ السلام والاستقرار حول العالم.

وللمواطن الإماراتي دور مهم في نيل الإمارات هذه المكانة المهمة، حيث إنه كان نموذجاً رائعاً للتعايش المشترك والاندماج مع الثقافات المختلفة خارج الدولة؛ عاكساً بذلك صورة ناصعة وسلوكاً راقياً حتى أصبح عنواناً للمواطنة الصالحة الإيجابية، مما جعلنا أيضاً نستحق الحصول على هذا المركز المتقدم.

دور وزارة الخارجية والتعاون الدولي لا يقتصر فقط على علاقاتها الدولية؛ بل يجب أن نشيد بدورها الكبير وعلاقاتها بمواطني الدولة، فهي تعمل بتفانٍ على ضمان سعادتهم وسلامتهم خلال السفر وتوفير سبل الراحة والأمان خلال مدة إقامتهم خارج الدولة.

من منا لا تصله رسالة نصية عبر الهاتف من وزارة الخارجية إبان وصوله لأي دولة ترحب به وتؤكد له أهمية التواصل بأي وقت؟ كنت في رحلة استجمام في إحدى الدول الأوروبية وفي يوم سفري للعودة إلى الإمارات وقعت في مشكلة بسيطة، ولكنني لم أكن أعي كيفية التصرف.

فما كان مني إلا الاتصال بالسفارة بحسب الرقم المدرج في الرسالة النصية وتفاجأت بالمعاملة الرائعة التي تلقيتها وتجاوبهم السريع في حل المشكلة وتسخير موظفيها المختصين ليساعدوني على تخطيها ومتابعتهم حتى تأكدوا من رضاي التام. أي دولة تعامل مواطنيها على أنهم أهم أصولها كدولتنا الحبيبة؟

أغبط نفسي لأنني مواطنة من دولة تفاخر بأبنائها وأبناؤها يفاخرون بها.

Email