ما نظريتك للسعادة؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

حاول الإنسان منذ القدم وما زال يحاول فهم السعادة، ومع اختلاف وتعدد التعاريف والنظريات المطروحة، أظن أن تعريفك الخاص يبقى الأهم، فلكل منّا قيم وأولويات وتجارب مختلفة، والتي يبني عليها تعاريفه ورغباته وتوقعاته.

عادة ما يصف الباحثون الأشخاص السعداء والذين يحظون بثمار الإيجابية في حياتهم، بأنهم يعيشون مشاعر إيجابية أكثر تكراراً واستمراراً، مقارنة بالمشاعر السلبية- وليس في غيابها- وفي نموذج (PERMA) يطرح مارتن سليجمان- أحد أهم مؤسسي علم النفس الإيجابي- في نظريته خمسة عناصر للسعادة وجودة الحياة تتمثل في: المشاعر الإيجابية، والانسجام والتركيز أو ما يعرف في علم النفس بالتدفق، والعلاقات الإيجابية، ووجود معنى وغاية للحياة، والإنجاز.

قد تكون العلاقات الجيدة لأحدنا هي المصدر الأول للسعادة، وقد تكون الإنجازات هي الأهم بالنسبة لآخر. أما عن المشاعر الإيجابية، فقد يبحث أحدنا عن أحداث تصنع مشاعر البهجة ليعد نفسه سعيداً، بينما يصنع الآخر سعادته من خلال مشاعر الامتنان.

أعتقد أننا نقوم بمقارنة دائمة بين واقعنا وبين الصورة التي وضعناها في مخيلتنا للسعادة، فهل سألت نفسك عن مفهومك الخاص للسعادة، ما هي؟ وكيف لك أن تحققها؟ هل هي مرتبطة بما لديك أم بما لم تستطع الحصول عليه؟ إن لم تحصل عليه بعد، كيف يمكنك ذلك بطريقة أخرى؟ هل فاتتك فرص يمكن أن تبعث في نفسك السعادة، بسبب انشغالك بما تعتبره الأهم؟ ماذا عن المشاعر السلبية، هل نظريتك للسعادة خالية منها تماماً؟ كيف تقيّم سعادتك كلما أرغمتك الحياة على أن تعيشها؟

أعتقد أن علينا معرفة نظرياتنا الخاصة للسعادة أولاً، أن نبدأ بما يجول في داخلنا ونحاول معرفة أسبابه وما نبحث عنه، قبل أن نبحث عن السعادة من حولنا.

حينها سنعرف ما الذي نحتاج إليه حقاً لنبقى سعداء، وما الذي يمكن أن نضيفه لمفهومنا للسعادة، لتزيد فرص رضانا عن حياتنا وتجاربنا اليومية، فربما كانت تحمل لنا الكثير من الفرص الإيجابية الغائبة عن مشاعرنا. ربما كان علينا أيضاً أن نتسامح مع وجود بعض المشاعر السلبية بين الحين والآخر، كونه جزءاً طبيعياً جداً من كوننا على قيد هذه الحياة.

 

 

Email