الذكاء العاطفي في العلاقات

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعرِّف الكاتب دانيال جولمان الذكاء العاطفي بأنه قدرة الشخص على التعرف على شعوره الشخصي وشعور الآخرين، الذي يكون جلياً في قدرته على تحفيز النفس وتقوية الإرادة في التحكم بالمشاعر بشكل فعال في أغلب علاقاته مع الناس، لأن بإمكانه التعرف على شعوره الشخصي وشعور ممن هم حوله بما يفيد مصالحه.. أُحبك جداً وأعرف منذ البداية بأني سأفشل، وأنّي خلال فصول الرواية سأُقتل - نزار قباني.

وفقاً لقصة الفتاة الجامعية التي وقعت فريسة الحب الزائف في مقال «سموم بين الكلمات»، ذكرتُ كيف انقادت هذه الفتاة بسهولة لكلمات الشاب المتناغمة والمرصعة بكلمات الحب لدرجة أنها لم تضع لقوانين المسكن الجامعي أية اعتبار فتهرب معه من المسكن متسللة لتصدم عند عودتها باستقبال المشرفات فيتم فصلها من الجامعة مباشرةً.

توضح قصة هذه الفتاة أن لديها ضعفاً ملحوظاً في الذكاء العاطفي لأنها لم تضع حدوداً لهذا الشاب بقولها «لا» لأنها لا تمتلك مهارة الرفض حين يتطلب الأمر ذلك لذا وقعت في مصيدة الحب المزيف بالرغم من أنها تخالف قيمها الدينية وقوانين المسكن الجامعي الصارمة.. هل يولد الإنسان وهو يمتلك ذكاءً عاطفياً مرتفعاً؟

الذكاء العاطفي يكتسبه الفرد من البيئة المحيطة التي تحفزه على استخدام قدراته العقلية وتمكنه من حقن هذه القدرات بمشاعره الداخلية، والذكاء العاطفي يتضمن القدرة على استقبال العواطف الخارجية وإدراكها مع الأخذ بعين الاعتبار هذه العواطف لإجراء الخطوات المناسبة التي تحقق له النجاح في حياته الشخصية والعملية.

وفقاً لاختيار الشريك المناسب قبل الزواج التي تعد الخطوة الأولى لتكوين أسرة ناجحة، يجب على الشخص الاعتماد على العقل والقلب معاً للبحث عن شريك الحياة المناسب؛ فالأشخاص الذين يعتمدون على عقولهم فقط للبحث عن شريك الحياة الذي يمتلك صفات معينة، قد يجد هذا الشخص بعض أو جميع هذه الصفات ولكنه قد لا يشعر بالارتياح، وأحياناً قد يجد القليل من هذه الصفات فيشعر بميل كبير نحو شريك المستقبل.

بعد الزواج سيجد كلا الزوجين الاختلاف الذي لا يمكن تجاوزه في كل الأحوال، وهنا يأتي دور الذكاء العاطفي الذي لن يسمح لهذا الخلاف أن يصل إلى صراع لأن من لديه ذكاء عاطفي سيجعل من هذا الاختلاف فرصة ليُظهر حبه واحترامه للطرف الآخر، وسيجعل شريكه متيقناً من أن الحب أرفع من أن يمسه أي خلاف.

الذكاء العاطفي يساعد على قراءة مشاعر الذات ومشاعر الآخرين والتعامل معها بإيجابية، وغيابها هو أحد المسببات لإيصال العلاقة الزوجية إلى طريق مسدود. فغياب الذكاء العاطفي قد يخلق التبلد في المشاعر بين الزوجين، وذلك ما قد يزيده سوءاً فيصل إلى التنافر والبعد العاطفي لينتهي بهم الحال مع مرور الوقت للانفصال الصامت أو الطلاق. الشريك الذي يتمتع بالذكاء العاطفي يكون أكثر قدرة على فهم مشاعره ومشاعر شريك حياته، كما أن لديه براعة في التعامل مع المشاكل والهفوات بروية تحت مظلة مشاعر الحب الحقيقي.

Email