أبو خالد وأبو سلمان

ت + ت - الحجم الطبيعي

ماذا يحصل حين يتحالف أسدان؟ يبدأ تحالف الشر بأركانه الثلاثة بالمواء كما ترون هذه الأيام في إعلام وتصريحات قطر وإيران وتركيا والتنظيمات الإرهابية التي ترعاها هذه الدول الثلاث. وحين يموء تحالف الشر تعرف مباشرة حجم الضغط الذي يشعر به، على الأقل معنوياً وإن لم يكن مادياً بعد.

والأسدان؛ صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي عهد المملكة العربية السعودية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، حين يتحالفان لا يتحالفان ضد أحد، وإنما لبناء جدار متعاضد من العز والسؤدد لصالح البلدين الشقيقين ومواطنيهما، وبعدها فليأتِ من يريد وليناطح هذا الجدار المبني من عَزَمات الرجال وإرادات الأحرار قبل المال والحديد والصخور والنار.

وتحالف الإمارات والسعودية الذي يعبّر عنه أنصع تعبير تعاضد الأسدين المحمدين هو في العمق تحالف من أجل مصلحة المجموع؛ الخليجي والعربي والإسلامي، لذلك ينزعج منه المتربصون بهذا المجموع من أعدائه القريبين والبعيدين. هل لاحظتم حجم المساعي التي يبذلها تنظيم الحمدين وإعلامه البائس اليائس ومعه الإعلام المتحالف معه «إيرانياً وتركياً وإخوانجياً» لمحاولة شق الصف بين الشقيقتين الإمارات والسعودية؟ لكنهم، بفضل الله، فشلوا، وسيفشلون.

صحيح أن العلاقات السعودية الإماراتية وثيقةٌ منذ تأسيس الاتحاد وحتى قبل ذلك، وأرسى بنيانها على الخير المغفور لهما بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والملك الشهيد فيصل بن عبد العزيز، وعزز كيانها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخوه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، إلا أن حلف المحمّدين ينقل هذه العلاقات نقلة قوية وطويلة إلى الأمام من خلال فتح أبواب التنسيق على مصراعيها ليس فقط في الإطارين السياسي والعسكري، وإنما أيضاً في المجالات التنموية والاقتصادية والخدمية.

وحين نخوض اليوم، معاً ويداً بيد وكتفاً إلى كتف، معركة الشرف والعزة والمصير المشترك في اليمن الشقيق دفاعاً عن القيادة الشرعية اليمنية أولاً، وعن مصالحنا الاستراتيجية ووجودنا ثانياً، فإنما نرسل رسالة واحدة موحدة إلى العالم أجمع؛ الحاقد والحاسد والطامع، أن هذا الحصن الحصين المتوحد على طاعة الله ثم مصلحة شعبيه، وبقيادة الأسدين المحمدين سيبقى بعون الله عصياً على كل باغي شر، وباب خير لكل محب ولن يفلح المفسدون الذين لم يعد لهم إلا النميمة ومحاولات الإفساد بين الشقيقين.

ولعل أصدق وصف لهذه العلاقة العضوية بين البلدين وأسديهما؛ ما قاله سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رعاه الله، والذي نقوله معه بقلوبنا قبل ألسنتنا:

هذا خَلَفْ زايِدْ بفكرهْ والأفعالْ
وهذاكْ بو سَلمانْ في عَزمِهْ أوحَدْ
وما شفتْ في ماضي الزِّمانْ الذي زالْ
إثنينْ عَ رايٍ وقلبٍ موَحَّدْ
مثِلْ أبو خالِدْ بعزمِهْ والأفعالْ
لي عِزْ دولَتنا بفَضلَهْ تِجَدَّدْ
ومِثِلْ أبو سَلمانْ مِصلِحْ للأحوالْ
خَلاَّ السِّعوديِّهْ اسِمْها إيَتِرَدَّدْ

Email