أهمية الكلمة وأثرها

ت + ت - الحجم الطبيعي

يشهد العالم اليوم في مجال تكنولوجيا الاتصال تطوراً كبيراً، فلقد أدى هذا التطور المتسارع إلى إنتاج وسائل حديثة في أغلب مواقع التواصل الاجتماعي، والتغييرات الجذرية على هذه المواقع مست الحياة من جميع جوانبها ولكن رغم فعالية شبكات التواصل الاجتماعي في نقل وتداول الأحداث بشكل سريع ونطاق واسع، إلا أنها في المقابل أصبحت كالنار في الهشيم كونها بيئة خصبة لنمو الشائعات والأخبار المغلوطة التي يتم نشرها وتداولها بكل سهولة لما تمتلكه تلك الوسائل من إمكانيات تقنية وفنية متطورة.

«رب كلمةٍ نابيةٍ أدت إلى خصومة، ورب كلمةٍ جافيةٍ فرقت شمل أسرة، ورب كلمةٍ طاغيةٍ أخرجت الإنسان من دينه، ولكن رب كلمةٍ حانيةٍ أنقذت حياة، ورب كلمةٍ طيبةٍ جمعت شملاً، ورب كلمةٍ صادقةٍ أدخلت الجنة، ومن هنا كان للكلمة أهميتها وأثرها». مواقع التواصل الاجتماعي بشتى أنواعها هي إحدى آليات الأعمال الجارية بنوعيها، الحسنات الجارية أو السيئات الجارية والإنسان نفسه من يختار الآلية التي ستحتم مصيره.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلا مِنْ ثَلاثٍ: صَدَقَة جَارِيَة، وَعِلْم يُنْتَفَعُ بِهِ، وَوَلَد صَالِح يَدْعُو لَهُ» رواه مسلم.

الذكريات المؤلمة لا تتلاشى دوماً، فلم يمر وقت طويل بعد وفاة زوجها الذي جعل مهمتها في تربية وحماية أبنائها السبعة الصغار شغلها الشاغل، ولكن ما كان يهوِّن عليها غياب الزوج هو انشغالها مع أبنائها فضحكاتهم وصوتهم ومرحهم ومشاكستهم كانت تشعل فتيل الحياة في أرجائها.

ولكن قدر الله وما شاء فعل، فمن غير سابق إنذار تفجع الأم بفقد أبنائها السبعة في الحريق الذي شب بمنزلها فتنقش وشماً حارقاً في سويداء قلبها فلم يخطر ببالها يوماً أن تكون شاهدة على وداع فلذات أكبادها التي ستحفر في ذاكرتها إلى الأبد.

فلا يخفى على أحدٍ منا قلب ومشاعر الأم، فقد تخفي هذه الأم مشاعر الحزن وقد تخفي حرقة القلب والألم الذي تشعر به ولكن كونوا على ثقة بأن هول الخبر عليها ليس بهين، فحين تذهب إلى غرفتها وتغلق الباب من خلفها في آخر الليل، سيقتلها الحزن من الداخل فتعب الحمل لكل واحدٍ منهم خلال تسعة أشهر والعناية بهم بعد الولادة سيجعلها تتجرع مرارة فقدهم مدى الحياة.

نشر هذا الخبر الأليم في أغلب مواقع التواصل الاجتماعي الذي جعل هذا الحزن يتسرب إلى جميع القلوب لأنه كما قال سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رعاه الله: «مصابنا في أطفالنا وأكبادنا مصاب الوطن كله».

في هذه اللحظة كل ما تحتاج إليه هذه الأم هو مواساتها بالكلام الطيب والدعاء لها بأن يهون الله عليها هذا المصاب الجلل، لذا دعونا ننشر الرسائل الإيجابية على مواقع التواصل الاجتماعي التي من شأنها تخفيف وطأة صدمتها. اليوم نقف مع هذه العائلة قلباً وقالباً حكومةً وشعباً سائلين المولى عز وجل أن يهون على الأم ويلهمها الصبر، ويتغمد أرواح أبنائها الطاهرة بواسع رحمته ويدخلهم فسيح جناته.

 

Email