بيت زايد المتوحد

ت + ت - الحجم الطبيعي

ربما نكون نحن الدولة الوحيدة في العالم التي يتحدث فيها المواطن عن مؤسس الدولة بنفس الدرجة من الحميمية والدفء والحب التي يتحدث فيها عن والده، حين يقول الوالد زايد، أو حتى فقط «زايد» بعيداً عن الألقاب والمسميات الرسمية، نتيجة شعور عميق بالانتماء لهذا الرجل العظيم الذي أسس الاتحاد في النفوس والقلوب قبل أن يؤسسه في الحكومة وعلى الورق.

وبديهيٌ أن هذا الشعور العميق لم يأت من فراغ، وإنما جاء نتيجة نهر دفّاق من المآثر والمكارم والأعمال الجليلة التي قام بها الوالد المؤسس، طيّب الله ثراه، ومسيرته الثرية والغنية بالعطاء والبناء هو وإخوانه الآباء المؤسسون وفي مقدمتهم الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيّب الله ثراه، وها هم الأبناء العظماء، أصحاب السمو الشيوخ رئيس الدولة ونائبه وولي عهده وإخوانهم أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات، يواصلون تلك المسيرة الممتدة نهراً دفّاقاً من المبادرات والطموحات وخطط والإنجازات.

الآن، ونحن ندلِفُ إلى أبواب «عام زايد»، يمْثل أمامنا تحدٍ شخصي لاختبار «إماراتيتنا» أو «كم نحن إماراتيون؟» أو «كم نحن عيال زايد»؟

هذا السؤال لا توجِهُه لك الحكومة، ولا هذا الكاتب، وإنما يوجِهُه لك ضميرك الإماراتي، ليسألك كيف ستعبّر أنت وأسرتك خلال عام 2018 عن انتمائك لزايد، لدولة الإمارات التي بناها، وبالقيم التي ربّانا عليها، وبالمفاهيم التي غرسها فينا، وبالأخلاق التي أحبّها لنا.

سيكون المقياس والاختبار عالياً ورفيعاً، وربما يشكّل تحدياً للكثيرين الذين ابتعدوا قليلاً عن قيم زايد وأخلاقه، لكنني على ثقة تامة أن الغالبية العظمى من أبناء «شعب زايد» سيجتازون هذا الاختبار بنجاح.

لماذا؟ لأننا إذا ابتعدنا عن زايد نكون قد ابتعدنا عن «إماراتيتنا»، هذه الصفة التي تجعلنا من نكون، والتي أنعم الله بها علينا، فاخترناها ونشأنا عليها، وننشئ عليها أبناءنا وبناتنا.

دعونا نعيش في هذا العام ماذا يعني أن تكون إماراتياً! ودعونا نستذكر أن هذا لا يعني الحياة المرفهة والرغيدة ثم نقفل الباب، فهذه نتيجة وليست سبباً، بل أن تكون إماراتياً في أعماقك وسنعك وأخلاقك وانتمائك، وكذلك في طموحاتك المستقبلية، ولذلك اسأل نفسك: هل ساعدت أبناءك على ابتكار فكرة جديدة أو في تعلّم نظرية علمية مؤخراً؟ تماماً مثلما تسأل نفسك: هل علمتهم قيمة أخلاقية جديدة أو ساعدتهم في إتقان مهارة حياتية لم يكونوا يعرفونها من قبل! وتذكر قبل ذلك أن شعب زايد اليوم يتحدث عن المريخ وريادته فأين أنت من ذلك؟

وإذا كنت تسأل نفسك ما هو المقياس، فها هو الشيخ زايد، رحمه الله، وهو في جوار ربه يذكّركم بالمقياس، فنستعيد جميعاً مع بداية عام زايد مقولته الخالدة: «إن الثروة الحقيقية هي العمل الجاد المخلص الذي يفيد الإنسان ومجتمعه وأن العمل هو الخالد والباقي وهو الأساس في قيمة الإنسان والدولة».

هل وصلتكم الرسالة يا أبناء بيت زايد المتوحد؟

Email