أوبو تشيان
وحيث شاركت 14 دولة في اللجنة الأساسية لصياغة القرار، وانضم للتوقيع عليه 83 دولة بما فها دولة الإمارات العربية المتحدة، وحظي بدعم كامل من جميع الدول الأعضاء.
وعندما تزور الصفحة على الإنترنت لليوم العالمي للحوار بين الحضارات التابع للأمم المتحدة، يمكنك أن ترى تسع صور تعكس جمال التنوع الحضاري وتوضح العبارة في شرح الصور الغاية التي دعت الصين لطرح اعتماد هذا اليوم، وهي أنه «يسهم الحوار في توحيد الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي في ترسيخ تقاليد التعايش السلمي المبني على الثقة بين شعوب العالم».
لذلك قدّم الرئيس الصيني شي جين بينغ مبادرة الحضارة العالمية في 15 مارس، داعياً إلى تعميق التبادلات والتعلم المتبادل بين الحضارات، وتعزيز تقدم الحضارة والمجتمع الإنساني.
وتقوم المبادرة على أربعة أركان رئيسية، وهي احترام تنوع الحضارات العالمية وتعزيز القيم الإنسانية المشتركة، والحفاظ على الحضارات والابتكار فيها، وتعزيز التبادلات الدولية بين الشعوب، وتقدّم المبادرة الحكمة والرؤية الصينية لمواجهة التحديات والصعوبات التي يواجهها العالم في الوقت الحالي.
ورغم أن بعض الأصوات تروج لما يُسمى بـ «صراع الحضارات»، حيث تعتبر تنوع الحضارات مصدراً للصراع، الأمر الذي لا يتوافق مع الرؤية الصينية فقط، بل ينال انتقادات واسعة من المجتمع الدولي.
كما يقول المثل الصيني بأن تنوع الأشياء هو طبيعتها، فينبغي لنا الاعتراف بالقيمة الفريدة لكل حضارة، والتمسك بالمساواة والاحترام، والتخلي عن الغطرسة والتحيز، وتعزيز الحوار والتبادل بين الحضارات لتحقيق تعايش متناغم.
كل حضارة تحمل في طياتها الروح المتوارثة لأمة ودولة، فهي تحتاج إلى الصون جيلاً بعد جيل، كما تحتاج إلى مواكبة العصر مع الحفاظ على الأصالة والابتكار.
ويجب أن تكون أي حضارة متحركة ومنفتحة مهما كانت البيئة الاجتماعية التي ولدت فيها، وهذا قانون أساسي لانتشار الحضارات.
لقد علمنا التاريخ أن الحضارة التي تنغلق على نفسها مصيرها الأفول، بينما التبادل هو سر استمرار حيويتها.
قد أنشأت الإمارات وزارة للتسامح في عام 2016 لتعمل على ترسيخ ثقافة التسامح والاحترام والتعايش السلمي في المجتمع.
وتعد دبي مدينة عالمية تجمع المقيمين من أكثر من 200 دولة، وتصبح نموذجاً عالمي حيوياً لممارسة مبدأ «التناغم في التنوع» وتثبت إمكانية تعايش الحضارات وازدهارها معاً خلال مسيرتها التنموية.
واستقبلت دبي 824 ألف سائح صيني خلال العام الماضي وبنسبة نمو كبيرة بلغت 31 % مقارنة بالعام السابق.
وفتحت 171 مدرسة في الإمارات دورات لتعليم اللغة الصينية، ويتعلم 71 ألف طالب إماراتي اللغة الصينية في إطار «مشروع 100 مدرسة لتعليم اللغة الصينية».
ودخل كتاب «شي جين بينغ: حوكمة الصين» باللغة العربية والأعمال الكلاسيكية الصينية مثل «التاو تي-تشينغ» و«حوارات كونفوشيوس» إلى العديد من المكتبات الإماراتية.
وفي أبريل من هذا العام، حضرت ملتقى الخط الإماراتي الصيني الذي استضافته مكتبة محمد بن راشد، حيث تأثرت بالصفات المميزة لفن الخط في البلدين.
وهناك عدد لا يحصى من التبادلات والتفاعلات مثل هذه بين الصين والإمارات وحققت تدفقًا ثنائي الاتجاه للحوار الحضاري.