الواقع يفضح المتاجرين بالحروب

تسطر دولة الإمارات يوماً بعد يوم دروساً للعالم أجمع في مدى صلابتها ويقظتها، وفي جاهزيتها المستمرة لصيانة أمنها واستقرارها، بما يجعلها حصناً منيعاً أمام كل من يحدث نفسه في أن يستغلها ساحة لتمرير مآربه ومخططاته.

وأمام هذه اليقظة تتكسر مؤامرات المتآمرين، وتنكشف دسائسهم، وبالأخص من يسعون لتأجيج الحروب والصراعات، والمتاجرة بدماء الأبرياء، ويهدمون كل الجهود والمرامي الساعية لحلها وإطفائها وإحلال السلام في تلك المناطق المشتعلة بالحروب.

ولذلك لم يكن غريباً على أجهزة الأمن في دولة الإمارات أن تحبط في أبريل الماضي مخطط الجيش السوداني في تمرير أسلحة وعتاد عسكري إلى السودان بطريقة غير مشروعة عبر الأراضي الإماراتية، هذا المخطط الذي يصب في تأجيج الحرب الضارية التي يكتوي بها السودان وشعبه.

وتأبى دولة الإمارات قولاً وعملاً أن تكون طرفاً في هذه الحرب المدمرة بأي شكل من الأشكال، أو أن تكون منفذاً لتهريب الأسلحة لهذا الطرف أو ذاك، بل تسعى سعياً حثيثاً بكل ما تملك من وسائل دبلوماسية وإنسانية مع أشقائها وعقلاء العالم لإنهاء هذه الحرب، التي يصر عليها أطراف الصراع في السودان.

لقد كشفت التحقيقات عن جناية المتورطين في تهريب الأسلحة للسودان، وعلاقتهم بشبكات تمويل مرتبطة بقيادات الجيش السوداني، عبر أدلة مادية ملموسة، سواء مقاطع أو مراسلات أو عقود ومستندات ووثائق وغيرها، بما لا يجعل مجالاً للشك بأن هؤلاء تجار حرب، وأنصار أيديولوجيات هدفها الأساس السلطة ولو على حساب الأبرياء والمدنيين.

وقد ظن هؤلاء أنهم سينجحون في خداع الأمن الإماراتي بمخططهم، فكانت المفاجأة صاعقة لهم، فاضحة لجرمهم، كاشفة لدعمهم مشاريع الحروب والصراعات والفوضى، ليمثلوا بذلك خطراً ليس على السودان فحسب، بل على المنطقة أجمع.

وقد أكدت دولة الإمارات بهذه العملية النوعية التي أحبطت فيها محاولة تهريب الأسلحة للسودان، حرصها التام على ألا تكون أرضها ممراً للنزاعات، أو منصة لتأجيج الحروب، وسددت ضربة محكمة لمن يريدون إطالة أمد الصراعات لمصالحهم الخاصة.

وفي ذلك درس لهؤلاء ليستفيقوا من غيهم، ويستمعوا لأصوات العقلاء الذين لا يطالبونهم وأطراف الصراع إلا بشيء واحد، أن يُغلّبوا مصلحة وطنهم بإنهاء الحرب، وأن يوقفوا نزيف السودان وآلة القتل والتدمير فيها، فهل هناك حياة لمن يناديهم العقلاء؟! أم لا حياة لمن ينادون!

ولا يقف تعطش هؤلاء لتغذية الحرب وتأجيجها في السودان على مثل هذه المحاولات العبثية لتهريب الأسلحة وخداع الدول، بل يمارسون ذلك كذلك على أرض الواقع في السودان، باستمرارهم في الحرب، وعدم استجابتهم لأي صوت يدعو للسلام، وانتهاكاتهم لقرارات الأمم المتحدة بممارسة القصف العشوائي الذي طال المدنيين في مختلف الأماكن.

إن هذه الحقائق الدامغة وغيرها تنسف كل الادعاءات التي حاول بعض الأطراف ترويجها لاتهام دولة الإمارات بتأجيج الحرب في السودان، وهي ادعاءات باطلة جملة وتفصيلاً، فإن الذين يؤججون هذه الحرب هم أولئك الذين يهربون الأسلحة ويمارسون القصف العشوائي ويرفضون كل صوت للسلام، هؤلاء في الحقيقة هم دعاة هذه الحرب ومؤججوها، وأما دولة الإمارات فهي منارة السلام، ومنبع الإنسانية.

وقد أثبتت ذلك بالبرهان الساطع، عبر تاريخها ونهجها الراسخ ومواقفها المشهودة على المستويات كافة، وقد رفضت رفضاً باتاً أن تكون معبراً لتهريب الأسلحة لأطراف الصراع، هذه الأسلحة التي يتاجر بها قيادات الجيش السوداني وأصحاب الأجندات الإخوانية الذين لا يريدون سلاماً واستقراراً للسودان.

لقد حاول هؤلاء أن ينالوا من سمعة دولة الإمارات، عبر الحملات الإعلامية المضللة، ولكن ارتدت عليهم مؤامراتهم، وانكشف كيدهم ومكرهم، وظهر لكل عاقل من الذي يؤجج الصراع، ويشعل فتيل هذه الحرب الضروس، ومن الذي يسعى لهدم السودان بما فيها من أجل مصالحه الخاصة.

لقد أثبت الأمن الإماراتي أنه بالمرصاد لكل يد ضالة تريد العبث بأمن الوطن واستقراره، كما أثبتت دولة الإمارات أنها ماضية في طريق السلام والاستقرار، وأنها منارة مشرقة لنشر الخير والتنمية والازدهار في ربوع هذا العالم الفسيح.