ومن بين دول العالم التي وضعت هذه القضية في صدارة أولوياتها، تبرز الإمارات برؤية واضحة، تجعل من الاستدامة مفتاحاً لبناء أمن غذائي راسخ، يوازن بين احتياجات اليوم وتطلعات الغد، ويحوّل الصحراء إلى واحة ابتكار، وإنتاج لا ينضب.
ووصولاً إلى الحدّ من الانبعاثات الكربونية. ومن هذا المنطلق، وضعت الإمارات خططاً وطنية، تسعى إلى تعزيز الإنتاج المحلي، وتبنّي الزراعة الذكية، وتنويع مصادر الغذاء.
وقد أدركت الإمارات مبكراً، أن مواجهة هذا التحدي لا تكون إلا عبر حلول مبتكرة ومستدامة، فبادرت إلى إطلاق مشاريع الزراعة العمودية، والزراعة المحمية، التي توفر إنتاجاً وفيراً مع استهلاك أقل للمياه، إلى جانب تعزيز الثروة الحيوانية، وتطوير محاصيل زراعية قادرة على التكيف مع الظروف القاسية في البيئة الصحراوية.
وبهذا تحوّلت الصحراء إلى مصدر عطاء، وأثبت الاستثمار في البحث والتطوير العلمي، أنه الطريق الأضمن لتحقيق الاكتفاء، وتعزيز الأمن الغذائي المستدام.
كما صادقت 159 دولة على إعلان الإمارات بشأن الزراعة والغذاء والمناخ، داعية إلى وضع الغذاء في قلب أجندة المناخ. وقد أتاح «كوب 28» منصة لدعم المبادرات التي تربط بين مكافحة التغير المناخي وتحقيق الأمن الغذائي، مؤكداً أهمية تعزيز النظم الغذائية المستدامة، لتعزيز صمودها أمام التغيرات المناخية، وتحقيق أهداف الحدّ من الاحترار العالمي.
فهي ليست مجرد أنشطة بيئية، بل استثمار طويل الأمد في صحة الأفراد وجودة حياتهم، وأداة فعالة لتقليل الانبعاثات، وتعزيز التوازن البيئي، ما ينسجم مع استراتيجية الإمارات للحياد المناخي 2050.
فحين تتلاقى الإرادة السياسية مع العلم والتكنولوجيا، وحين يشارك المجتمع بكامله في بناء مستقبل مشترك، يصبح الطريق نحو أمن غذائي مستدام، واقعياً وممكناً. وهذا ما تسعى الإمارات إلى تحقيقه: أن تزرع اليوم، لتمنح الأجيال القادمة غداً أكثر أمناً وازدهاراً واستدامة.