واليوم تنبثق مبادرة إنسانية رائدة من أرض الإمارات الطيبة، من دبي الخير والإنسانية، تحمل اسمه تخليداً لذكراه، بما يجسد ذلك من معنى عميق للوفاء، واستمرارية متجددة لعجلة الأعمال الخيرية والإنسانية ليصل عطاؤها المستدام إلى كل مكان.
وتنطلق فكرة هذه المبادرة الإنسانية من بناء قرى نموذجية متكاملة، تمنح الأسر المتعففة السكن الكريم، وتفتح لأبنائها أبواب التعليم، وتوفر لهم الرعاية الصحية، لتكون بيئة حاضنة للعيش الكريم وصناعة المستقبل، لتمثل بذلك مشروعاً متكاملاً يعيد الأمل لهم ويبث السعادة فيهم، وأولى هذه القرى التي ترى النور في كينيا، لتشكل نقطة تحول في حياة مئات الأسر التي عانت طويلاً هناك من ضيق الحال وقسوة الظروف، لتنفتح لهم نوافذ الأمل من جديد، وتشرق لأطفالهم شموس السعادة والهناء.
ويلتقي في هذه المبادرة السكن الكريم بالتعليم والرعاية الصحية، لتتشكل بذلك ثلاثية تصنع الفرق الجوهري في حياة المجتمعات، فمن لا مأوى له لا يعرف الطمأنينة، ومن يُحرم من التعليم يُحرم من المستقبل، ومن يُترك بلا رعاية صحية يمسي عرضة للمعاناة والألم.
والسعي الدؤوب لبناء واحات سعادة متكاملة في كل مكان، ليتفيأ ظلالها ويهنأ بخيراتها كل إنسان، ويظفر فيها بما يحتاج من مقومات الحياة، لتكون هذه المبادرات «قرى راشد» منارات مشرقة حول العالم، كما قال سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع:
«هدفنا أن تصبح «قرى راشد» نقطة تحول في حياة الأسر المتعففة، أن تكون منارات أمل، مصدراً للحياة الكريمة، تجسيداً لرسالة دبي بأن الخير لا يعرف حدوداً، وأن العطاء نهج متواصل يزرع الأمل ويمهد الطريق نحو النمو والاستقرار».
ومبادرات ينطق الواقع بتميزها وعظيم أثرها في المجتمعات، وما أعظمها من مبادرات يغرس بها الإنسان بذور الخير والبر والرحمة في الأرض، وينال بها عظيم الأجر والفضل والجزاء عند الله تبارك وتعالى، كما قال سبحانه: {مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم}.