الإماراتية.. واقع ملهم ومستقبل مستدام

تحتفل الإمارات في الـ28 من أغسطس من كل عام بـ«بيوم المرأة الإماراتية»، الذي يمثل مناسبة وطنية للتعبير عن الاعتزاز الرسمي والشعبي بالإنجازات التي حققتها «ابنة الإمارات»، ومساهمتها المتميزة في النهضة الحضارية والمسيرة التنموية المستدامة للدولة.

وجاء احتفال هذا العام تحت شعار «يداً بيد نحتفي بالخمسين»، بتوجيهات من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات»، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية.

وذلك بمناسبة مرور 50 عاماً على تأسيس الاتحاد النسائي العام، في احتفاء وطني يجسد الشراكة والإنجازات المتواصلة للمرأة الإماراتية على مدى 5 عقود.

وبفضل الرؤية الحكيمة لقيادتنا الرشيدة، التي عملت على تمكين المرأة وتعزيز قدراتها، حققت الإمارات مراتب متقدمة على المؤشرات الدولية المتعلقة بتمكين المرأة والمساواة بين الجنسين.

وهو الأمر الذي ترسخ مع اعتماد استراتيجية التوازن بين الجنسين 2022 - 2026، التي تستند إلى رؤية مستقبلية، تتمثل في أن تكون الإمارات نموذجاً عالمياً للتوازن بين الجنسين. وتتضمن الاستراتيجية 4 ركائز وأهداف رئيسية، هي:

المشاركة الاقتصادية وريادة الأعمال والشمول المالي، والرفاه وجودة الحياة، والحماية، والقيادة والشراكات العالمية، بهدف الانتقال من مرحلة سد الفجوات والاطلاع على أفضل الممارسات، إلى مرحلة وضع الدولة كمصدر لأفضل ممارسات التوازن بين الجنسين، والتركيز على مرحلة ما بعد التنافسية العالمية.

وتحتل الإمارات المرتبة الـ13 عالمياً، والأولى إقليمياً في تقرير مؤشر المساواة بين الجنسين الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لعام 2025، فيما تتطلع اليوم إلى دخول قائمة العشرة الكبار عالمياً.

والمتعارف عليه أن مكانة المرأة وتقدمها في أي مجتمع يعكس مدى تطور ورقي وتحضر المجتمع الذي تنتمي إليه، وفي الإمارات يواكب تطور مكانة المرأة وتمكينها في المجتمع الطفرة الهائلة في التنمية والإنجازات العملاقة والمكانة الريادية التي تحتلها الدولة عالمياً.

لقد حققت الإمارات خلال العقود الخمسة الماضية، معدلات عالية من التنمية الشاملة في المجالات كافة، ما وضعها في مراكز الصدارة في العديد من مؤشرات التنافسية العالمية، التي صنفتها في قوائم أفضل الدول تقدماً بمجالات الاقتصاد والتنمية البشرية والسياحة والاتصالات والمعلومات والثقافة وشؤون المرأة، وغيرها من مؤشرات التنمية المستدامة.

لقد شقت المرأة الإماراتية طريقها في ظل نهضة الاتحاد، وراعية نهضة وتقدم المرأة «أم الإمارات».. سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، والتي قادت الحراك النسائي العام على مستوى الدولة منذ خمسة عقود مضت، حتى أصبحت اليوم «الإماراتية» شريكاً للرجل، تعمل في كل التخصصات والمهن، وأستاذة في الجامعة، وعضواً برلمانياً، وسفيرة تمثل بلادها خارج الحدود.

ومما لا شك فيه أن تمكين المرأة أصبح شاملاً من دون استثناء، بعد أن أعلنت الدولة تحقيق التوازن بين الجنسين، وأصبح أفراد المجتمع يتمتعون بحقوق وواجبات متساوية، ما يؤكد أن التمكين السليم الذي ينصف المرأة بلا منازع هو إزالة المعيقات وإتاحة المجال لها، لتعبر عن قدراتها وطاقاتها ومواهبها، وأن ترتقي بمكانتها في إطار من التنافسية، التي تفرض عليها تطوير إمكاناتها الذاتية.

إن دعم القيادة الرشيدة والمجتمع للمرأة، وتقدير المنظمات الدولية لها زاد من حماسها، وأكسبها مكانة وقدرات لا مثيل لها، وخصوصاً بعد أن استطاعت الدولة أن تحصد المرتبة الأولى عالمياً في مؤشر «احترام المرأة».

وذلك في نتائج تقرير عالمي مختص بقياس التطور الاجتماعي، صدر في 2015، ويقوده فريق من الخبراء العالميين، بتوصية من مجلس الأجندة الدولي التابع للمنتدى الاقتصادي العالمي، كونه مقياساً مكملاً لتقارير التطور الاقتصادي.

إن المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كان دائماً يؤكد أهمية مكانة المرأة، وعمل على أن تأخذ مكانتها في المجتمع، إلى أن أصبحت الإماراتية تشارك بفعالية في مسيرة التنمية والبناء.

إن المرأة الإماراتية لها أن تفخر بما تحقق لها من حقوق دون تمييز، وما حققته هي في كل مناحي الحياة، حيث أثبتت جدارتها في تولي كل الوظائف والمهام التي أسندت لها، في ظل قيادة رشيدة مدركة أهمية حقوقها ومكانتها في المجتمع.

ختاماً.. تحية اعتزاز وتقدير وعرفان لقائدة ورائدة النهضة النسائية الإماراتية «أم الإمارات» سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك في يوم المرأة الإماراتية.. ولكل إماراتية في يومها.. نحو مزيد من العطاء والتقدم والإنجاز بإذن الله.