الذكاء الاصطناعي.. الإعداد الأمثل للمستقبل

بات الذكاء الاصطناعي من أهم المكونات التعليمية والمعرفية؛ لما أحدثه من نقلة نوعية في مجالات عدة، حيث أصبح أداة تخدم الأعمال والتعليم والصناعة، وأصبح تجربة توعية تنقل المرحلة التعليمية التقليدية لآفاق جديدة تسهم في اكتساب مهارات جديدة وتؤهلهم للإعداد الأمثل للمستقبل.

شكل إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، مؤخراً، اعتماد حكومة الإمارات مادة الذكاء الاصطناعي في كل مراحل التعليم الحكومي بدولة الإمارات، من رياض الأطفال إلى الصف الـ12 بدءاً من العام الدراسي المقبل 2025-2026، نقلة نوعية واستراتيجية في تعليم الإمارات، حيث إنه سيمهد الطريق لتعزيز أهداف استراتيجية الذكاء الاصطناعي لدولة الإمارات 2031، ومن شأن هذا التحول الجديد في التعليم أن يعمل على تعزيز المنظومة التعليمية ويطور أساليب التعلم، ويمكن الطلبة من استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم، ما يؤدي إلى تحسين المخرجات التعليمية وإعداد طلبة يمتلكون مهارات تكنولوجية في العصر الحديث، ما يحدث ثورة نوعية في الفصول الدراسية، وخاصة التخصصية منها، وسيفتح أبواب التحسين في قيمة التعلم والمعرفة ورفع مستوى كفاءة الطلبة بنموذج نظرية التعلم المعرفي.

إن وجود مناهج الذكاء الاصطناعي كأدوات تعليمية رائدة في مجال التعليم يعتبر انطلاقة نحو تأسيس جيل متقدم فكرياً، ومتمكن من قيادة التحول التكنولوجي، وتطوير مهارات الطلاب في مجالات التكنولوجيا المتقدمة، وجعل الإمارات مركزاً عالمياً للذكاء الاصطناعي، ما سيخدم مخرجات هذا التوجه في خدمة القطاعات الحيوية، مثل التعليم والصحة والاقتصاد.

تجربة دولة الإمارات في مفهوم تعليم الذكاء الاصطناعي ليست جديدة، بل هي خطة متجددة مبنية على أهداف عالمية من خلال صناعة نماذج تعليمية متخصصة في تعليم الذكاء الاصطناعي وبناء شراكات استراتيجية عالمية واستثمارها في مراكز البحث والتطوير لمواكبة سوق العمل والاحتياجات المستقبلية، والتركيز على بناء جيل إماراتي متمكن من تقنيات الذكاء الاصطناعي عبر برامج مثل «المبرمج الإماراتي»، و«أكاديمية الذكاء الاصطناعي»، ما يقلل الاعتماد على الخبرات الأجنبية، ويعزز السيادة التكنولوجية وبناء كفاءات وطنية محلية.

إن الاستثمار في تعليم الذكاء الاصطناعي هدف استراتيجي ضروري وضعته دولة الإمارات ضمن أولوياتها الوطنية الأمنية، لضمان تعزيز موقها قوة تكنولوجية قادمة عالمياً، ومساهماً فعالاً بجانب الدول العالمية المتخصصة بالتكنولوجيا المتقدمة.