ترتبط دولة الإمارات العربية المتحدة عموماً وإمارة دبي على وجه الخصوص بعلاقة تاريخية مع جمهورية الهند الصديقة ممتدة لعشرات السنين، وتتسم هذه العلاقة بأنها ذات بعد استراتيجي، حيث تربط الإمارات والهند بتاريخ عريق يعود لأكثر من 50 عاماً مضت. حيث كانت سواحل الهند والخليج مركزاً لتبادل التوابل والمنسوجات واللؤلؤ. واليوم، تُعد الهند ثاني أكبر شريك تجاري للإمارات.
وتمثل الزيارة الأولى لسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، إلى الهند محطة تاريخية في مسيرة العلاقات الإماراتية-الهندية، وتعتبر تجسيداً لروابط تاريخية واقتصادية متجذرة.
تستهدف الرؤية المشتركة لدبي والهند في بناء نموذج تعاون يتجاوز الاقتصاد إلى مجالات أوسع تشمل الصحة والتكنولوجيا المالية الرقمية، والطاقة المتجددة، وتعزيز دور الذكاء الاصطناعي. وتسهم مذكرات التفاهم التي وقعت خلال زيارة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم للهند في تعزيز التعاون الثنائي في مجالات استثمارية حيوية، وتوسيع آفاق الشراكة في ظل رؤى تنموية طموحة لدبي والهند.
ولا تقتصر زيارة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، على البُعد الاقتصادي فقط، بل تحمل رسائل جيوسياسية واضحة، فالهند تمثل قوة آسيوية صاعدة، والإمارات تلعب دوراً محورياً في معادلة الاستقرار الإقليمي، ما يجعل التقارب بين الطرفين عاملاً مؤثراً في موازين الشراكة العالمية في جنوب آسيا والخليج.
تُقدم دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الهند نموذجاً لشراكة تقوم على الاستثمار في التكنولوجيا والاستدامة، مما يعزز مكانتهما كقوتين رائدتين في آسيا والعالم. وزيارة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم للهند، تُذكرنا بأن التاريخ يُبنى على أسس متينة لصنع مستقبلٍ واعد للأجيال القادمة.