أندلس الشرق الأوسط

الإمارات حاضرة في المستقبل تشق طريقها نحو أفقٍ تلاقت فيه الحضارات والثقافات والتاريخ، ما يميز الحضارة الأندلسية هو ازدهارها وعلومها التي كانت مصدر إلهام الشعوب وحضارتها العمرانية، وجه الشبه الكبير حاضر في دولة الإمارات فهي ملتقى الشعوب، ومحط أنظار العالم بعلومها وثقافتها وتراثها وإرثها، وتعد صحراء الفاية شاهدة على قدم الإنسان الأول الذي مر وعاش هنا.

نهضة الإمارات العمرانية والحضارية والنمو الهائل في تأسيس البنية التحتية الثقافية والفنون مثل متحف زايد الوطني، متحف المستقبل، دار الأوبرا لوفر أبوظبي، ومسجد الشيخ زايد الكبير، هذه أيقونات ومشاريع ثقافية تروي قصصاً ملهمة للأجيال القادمة، كما كانت الأندلس مركزاً للحضارة الإسلامية في قلب أوروبا.

اليوم نشهد التقدم الكبير في التعليم واللغات، فهناك إنسان من الإمارات زار الفضاء ليتعرف إلى علومه وينقله للأجيال القادمة، الذكاء الاصطناعي الذي أصبح الطفرة التكنولوجية التي اكتسحت العالم، وقس على ذلك الثقافة والابتكار.

لقد جسدت دولة الإمارات في تنوعها خير مثال عن التعايش والتسامح بين كافة أطياف المجتمع المستلهم من تاريخ الأندلس، وتكون حاضنة لكافة الثقافات والأديان بسلام، فوجود أكثر من 200 جنسية فيها دلالة واضحة على التقبل والاحترام المتبادل والتفاهم والتسامح، فالدولة تسعى لتكون رمزاً لترسيخ قيم التعايش السلمي والوحدة بين مختلف الثقافات واللغات والأديان.

وتشكل فرصة للاستلهام من الإرث المميّز للأندلس لإعلاء القيم والمبادئ الإنسانية التي استندت إليها هذه الحضارة.

الإمارات صنعت مجدها.. كما صنعت الأندلس مجدها الذي غاب منذ قرون، والإمارات اليوم وفي نقلة نوعية نحو العلوم والمعرفة تعيد المجد للعرب كمركز للعلوم والمعرفة والحضارة، ليست مجرد كلمات فالأفعال منقوشة على صخورها، بل إيمانها بنوابغ العرب كما يسميها متحف المستقبل، والمعرفة العربية الحقيقة ولو أنها مشتتة في عدة بلدان من العالم، عاد بالأمل من جديد للعرب أمجادهم من بوابة الإمارات.

الجسر الذي يربط الأندلس والإمارات هو تواصل الحضارات من خلال بناء الثقافات وترسيخ وتطوير العلوم والمعرفة، فأرض الإمارات أرض الأمل للشعوب.