قنوات التواصل الاجتماعي والوعي العام

عندما زار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، دول الخليج في شهر مايو الماضي، وعقد معها صفقات استثمارية بتريليونات الدولارات، لم يعجب ذلك بعض الحاقدين من أبناء بعض الدول على دول الخليج، لدوافع وأسباب مختلفة، فمنهم من لا يتمتع بالوعي السياسي والاقتصادي، ومنهم للأسف من يتمتعون بالوعي لكنهم مدفوعون بكراهيتهم لأمريكا.

وقد شهدنا الكثير من الحملات الشعواء والمضللة بهذا الشأن على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث زعم البعض أن ترامب ابتز دول الخليج وفرض عليهم الإتاوات لدفع تكاليف القواعد الأمريكية المتمركزة بالمنطقة.

ورأى البعض أنه كان من الأجدى استثمار تلك التريليونات في الدول العربية.. والغريب أن هؤلاء المنتقدين هم ذاتهم الذين شنوا حملات شعواء تعارض حصول شركات إماراتية على حق استثمار وتطوير منطقة رأس الحكمة بالساحل الشمالي في مصر، رغم أن المشروع يقام بالشراكة بين البلدين.

حيث تسهم فيه الشركات الإماراتية باستثمارات مباشرة بقيمة 35 مليار دولار، إلى جانب ضخ ودائع بمليارات الدولارات لدعم الاقتصاد المصري والحفاظ على استقرار الجنيه، واتهموا الحكومة المصرية ببيع مصر للإمارات.

والغريب أيضاً أننا لم نسمع أصوات هؤلاء المنتقدين وأصحاب الحملات المغرضة بشأن الصفقات المماثلة التي أبرمتها أوروبا مع الولايات المتحدة..

ففي نهاية الأسبوع الماضي، اتفق الرئيس ترامب مع رئيسة المفوضية العامة بالاتحاد الأوروبي، على استثمارات أوروبية في أمريكا بقيمة 600 مليار دولار، إلى جانب مشاريع للطاقة بقيمة 750 مليار دولار، بالإضافة إلى قيام أوروبا بشراء كميات ضخمة من المعدات العسكرية الأمريكية.

إن المبالغ التي تعهدت الدول الخليجية باستثمارها لم تكن منحاً أو هدايا، وإنما استثمارات في قطاعات وشركات واعدة في الولايات المتحدة، ورغم أن مثل هذه الاستثمارات قد تدعم الاقتصاد الأمريكي، لكن عائدها الاستثماري سيعود على الدول الخليجية التي استثمرتها.

ورغم أنني لا أستطيع أن أخوض في تفصيلات هذا الموضوع لأنه ليس من تخصصي، فإن هذه الاستثمارات تأتي في إطار خطط التنمية الطموحة التي تنفذها دول الخليج في ظل قياداتها الرشيدة، لتعزيز مسيرة النجاحات والإنجازات التنموية التي حققتها .

والتي جعلت المعيشة في هذه الدول حلماً للكثيرين، لما توفره من أمن وأمان وأنظمة اقتصادية واجتماعية وصحية وتعليمية فريدة. كما أن توقيع تلك الاتفاقيات يستهدف تعزيز العلاقات الوثيقة لدول المنطقة مع باقي دول العالم، والمبنية على الثقة والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.