في علاقة العرب بإسرائيل، هناك 3 احتمالات منطقية، نسردها من قبيل الافتراض:
1. أن تسالم إسرائيل من خلال تسوية أو معاهدة توقف العداء التاريخي.
2. أن نصل في أي حوار إلى طريق مسدود، وندخل في حرب واسعة، قد تتحول من حرب إقليمية إلى حرب كونية.
3. أن يستمر الحال على حاله، فتستمر العلاقة بيننا وبينهم هي حالة «لا حرب ولا سلام».
في جميع الحالات، الأمر الأساسي والحيوي الذي لا بديل عنه، هو أن «نفهم العقل السياسي الذي يحكمهم ويدفعهم إلى قول وفعل وتكوين مواقفهم تجاهنا».
لذلك، حاولت قدر جهدي أن أرصد أهم قواعد العقل السياسي الذي يدير الدولة العبرية، ويمكن إجمالها على النحو التالي:
أولاً: المزاج العام للنخبة في الدولة، هو مزاج يتأرجح ما بين اليمين واليمين الديني، وهناك اتفاق مصالح انتهازي بينهما.
ثانياً: تحولت إسرائيل من دولة لا مركزية، كانت تحكم بسلطة أفقية، إلى دولة مركزية، تحكم بشكل عمودي حاد.
ثالثاً: رئيس الوزراء بيبي نتنياهو يضع مصالحه ومخاوفه الشخصية في أعلى سلم أولويات صناعة القرار، بمعنى، مفهوم مصلحة الدولة يتراجع في حسابات نتنياهو أمام مصالحه.
رابعاً: تحتاج إسرائيل دائماً وأبداً تلك العلاقة الخاصة مع الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن لا يجب أن تستغل واشنطن هذه العلاقة في ممارسة ضغوط عليها، بل يجب أن تقوم إسرائيل باستخدام نفوذها على تشكيل اتجاهات القرار الأمريكي.
خامساً: يجب اتباع منهج «السلوك الخلاصي التوراتي إزاء الأعداء»، بمعنى أن الحكومة الحالية عليها أن تلعب دور المخلص القوي إزاء أعداء الدولة العبرية، مهما كان الثمن، ومهما كانت الخسائر.
سادساً: ترى الحكومة الحالية أن الحكومات الإسرائيلية السابقة دللت وأعطت الفلسطينيين ما لا يستحقون من حقوق وامتيازات، وأنه قد حان الوقت لتصحيح هذه الأوضاع، بقهر الأعداء ومحوهم لأنهم ليسوا يهوداً وليسوا مواطنين.
سابعاً: كل الأراضي، ونكرر «كل» الأراضي من البحر إلى النهر، هي أرض عبرية بالوعد التوراتي، وبالتاريخ العبراني، ولا حق للعرب في أي مساحة منها، وبالتالي، ما يعرف بأنه استيطان، هو عودة لأصحاب الحق التاريخي إلى أرض الأجداد المتنازع عليها.
ثامناً: أن إسرائيل قادرة بالقوة العسكرية وبالتفوق الأمني، أن تحقق أهداف الردع والبقاء وفرض الإرادة.
هذه هي أهم مكونات وقواعد العقل الحاكم والمسيطر على إسرائيل اليوم.
إنه عقل عنصري، ديني متشدد، مغتصب تدميري، مهدد لأي مشروع إنساني!!