الصداقة تدوم إلى الأبد والمستقبل يتطلع إلى دبي

ت + ت - الحجم الطبيعي

بوصفي القنصل العام العاشر لجمهورية الصين الشعبية في دبي فإنني على وشك إنهاء فترة ولايتي. عندما أنظر إلى الوراء أشعر أن الوقت يمر بسرعة. تبقي السنوات الخمس الماضية من العمل والحياة في دبي الكثير من اللحظات، التي لا تنسى.

أنا سعيد جداً بكوني شاهداً على دخول العلاقات الودية بين الصين والإمارات إلى العصر الذهبي، ويتزامن تولي منصبي مع تبادل الزيارات الناجح بين رئيسي البلدين، وبدء رحلة جديدة للشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين. إنني أعتبر تنفيذ الالتزامات تجاه رئيسي البلدين أولوية قصوى.

خلال السنوات الخمس الماضية ارتفع إجمالي عدد الصينيين في دبي من أكثر من 200,000 إلى حوالي 370,000، وزاد عدد الشركات ذات التمويل الصيني بمختلف أنواعها من أكثر من 6000 إلى أكثر من 8000، وحققت مشاريع التعاون الرئيسية في البناء المشترك لـ«الحزام والطريق» نتائج مرحلية، وأصبحت الصين أكبر شريك تجاري لدبي لعدة سنوات متتالية.

وافتتحت أول مدرسة صينية خارج الصين في دبي، ووافقت إدارة دبي مول خصيصاً على افتتاح تشايناتاون. ورسمت «سيتي ووك» و«مدينة إكسبو» ضحكات الصينيين والعرب، الذين احتفلوا معاً بعيد الربيع الصيني، وأبرز برج خليفة الصداقة الصينية العربية متلألئة بأضواء حمراء براقة، وأصبحت القنصلية الصينية العامة الجديدة في دبي رمزاً جديداً للصداقة بين الصين والإمارات.

ستستقبل العلاقات الصينية- الإماراتية أفضل حالة في هذا العام، بمناسبة الذكرى الأربعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

ويولي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أهمية كبيرة للتبادل والتعاون بين دبي والصين في مختلف المجالات، ورعاية مباشرة للمشاريع الرئيسية في البناء المشترك لـ«الحزام والطريق» بين الصين والإمارات، وبناء مبنى القنصلية العامة الجديد، وإنشاء المدرسة الصينية في دبي، وقدم سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، مساهمات مهمة في تعزيز التبادل والتعاون في مجالات الاقتصاد والتجارة والثقافة، وغيرها بين البلدين، بما يعزز العلاقات الأخوية بين البلدين.

وقدمت الدوائر الحكومية مثل دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي، وشرطة دبي، الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب دبي، وهيئة تنمية المجتمع في دبي، وهيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي، وهيئة كهرباء ومياه دبي، دعماً كبيراً وتسهيلاً لعملنا. وهذا يشرفني بشدة ويشعرني بالامتنان الصادق، كما أنني ممتن لدعم أصدقائي في الإمارات لعملي.

370,000 من الصينيين والمؤسسات الصينية في دبي أعطوني أكبر تشجيع، أنتم تحترمون شرف الوطن، وتحافظون على الصداقة الصينية الإماراتية، شكراً لكم على مرافقتكم طوال الطريق، لتجعلوا شجرة الصداقة الصينية- الإماراتية أكثر غنى وازدهاراً.

أنا متردد جداً في مغادرة دبي، هذه المدينة المثيرة التي لا تنسى. دبي مدينة متناغمة، تدعو إلى التنوع والتسامح، ويعيش سكانها من أكثر من 200 دولة ومنطقة في العالم في وئام، وتحتل مرتبة متقدمة في مؤشرات السعادة والأمان للسكان، ويبدو أنني أرى نموذجاً لمصير البشرية المشترك.

دبي مدينة مزدهرة مفعمة بالحيوية على الدوام، فقد نجحت في استضافة أكبر معرض عالمي في التاريخ خلال الجائحة، وتجاوز زخم نموها الاقتصادي ما قبل الجائحة. دبي هي مدينة المعجزات، لؤلؤة غرب آسيا التي تغذيها الصحراء والمحيطات، ويظهر عدد لا يحصى من المعالم السياحية ذات المستوى العالمي روح دبي الرائدة. دبي مدينة المستقبل، حيث يقود الابتكار التكنولوجي والاقتصاد الرقمي تطور اقتصاد دبي وترقيته، وأجندة دبي الاقتصادية (D33) تجعل الناس يتطلعون إلى مستقبل دبي.

في عام 2023 شهد الاقتصاد الصيني نمواً بنسبة 5.2 % متجاوزاً التوقعات، وحقق اقتصاد الإمارات نتائج مبهرة، حيث أساس التعاون الاقتصادي والتجاري بين الجانبين أكثر قوة وآفاقه أكثر اتساعاً. أنا واثق بأن دبي ستتطور وتزدهر بشكل أكبر في المستقبل، وستصبح مكانتها الدولية أبرز، وستكون الصداقة بين الصين والإمارات أكثر إشراقاً.

مع اقتراب عيد الربيع لعام التنين الصيني أتمنى لجميع الصينيين في دبي حظاً سعيداً في عام التنين، وللصين والإمارات الرخاء والازدهار، ولشعبيهما السعادة والرفاهية.

 

Email