«اتفاق الإمارات» التاريخي يبهر العالم

ت + ت - الحجم الطبيعي

استثنائية بأفعالها وتحركاتها وطموحاتها ومبهرة بنتائج الفعاليات التي تنظمها، هنا أعني دولة الإمارات، التي عودتنا وكعادتها دائماً بإبهار العالم بإنجازاتها على الصعد كافة وفي كل المجالات، ولم تكتف دولة الإمارات بإبهار العالم بمستوى التنظيم والتنسيق لمؤتمر الأطراف «كوب 28» والذي نظم في الفترة من 30 نوفمبر الماضي إلى 12 ديسمبر الجاري في مدينة إكسبو، بل أبهرت العالم بالنتائج والاتفاقيات والطموحات، وأضف إلى ذلك قدرتها الدبلوماسية على إيجاد وخلق تعاون دولي نتج عنه الاتفاق (اتفاق الإمارات) على وضع خطط عملية محددة واضحة الأهداف ومحددة الزمن بهدف التسريع بتنفيذها لتحقيق مصلحة البشر والحفاظ على كوكب الأرض.

اختتمت الإمارات عام 2023 ببشرى للبشرية بإعلان «اتفاق الإمارات» الذي وصفه الكثير من القادة والخبراء بالإنجاز التاريخي غير المسبوق، حيث اعتمد ممثلو ما يقارب 200 دولة بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي ومعهم أكثر من 70 ألف مندوب وخبير، «اتفاق الإمارات» التاريخي الذي سيساهم في جعل دول العالم تعمل جميعاً وتتحد وتتعاون من أجل المناخ حتى تحافظ على البشرية وكوكبها.

في مقال سابق بعنوان: «الدبلوماسية البرلمانية وقضايا المناخ» نشر يوم 4 فبراير الماضي، ذكرت فيه «بأنه رغم سلبيات ظاهرة التغير المناخي إلا أن هناك تضافراً للجهود الدولية للحد منها، حتى برز مفهوم «الدبلوماسية المناخية»»، وهذا فعلاً ما حدث خلال مؤتمر الأطراف - كوب 28، حيث كانت الجلسات والنقاشات والحوارات تعبر عن تلك الجهود الدولية والصدق والحرص لحماية البيئة والتخلص من سلبيات ظاهرة التغير المناخي، وجاءت نتيجة هذه الجهود الخروج باتفاق الإمارات التاريخي.

كذلك يعد «اتفاق الإمارات» نتيجة للجهود الجبارة التي قامت بها الدولة المستضيفة للمؤتمر (دولة الإمارات) بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة والدول المشاركة في المؤتمر إضافة إلى المنظمات الدولية، واستطاعت الدبلوماسية الإماراتية أن تقرب وجهات النظر نحو الوصول لاتفاق يراعي وضع الخطط والحلول لمعالجة القضايا المناخية وحماية كوكب الأرض، لأنه في المفهوم والفكر الإماراتي «الإنسان أولاً» ومن هذا المفهوم والمبدأ الإماراتي انطلقت الجهود لتتمحور حول فكرة أن البشرية تستحق العمل من أجلها ولا بد من حمايتها بالتخلص من كل ما يسبب لها ولبيئتها الضرر.

في الجانب الآخر، نرى أن المساهمات المليارية مؤشر إيجابي وبادرة عملية جدية للعمل على تنفيذ الخطط والمقترحات والبنود المتفق عليها، حيث وصلت المساهمات إلى 85 مليار دولار بهدف استشراف المستقبل المناخي، والعمل على تصحيح المسار في العمل في ما يخص القضايا المناخية. وفي سابقة تعد الأولى من نوعها عالمياً، تم إقرار تشغيل صندوق الخسائر والأضرار، والنجاح والإبهار ليس في إعلان تشغيل الصندوق فقط بل في إقراره في اليوم الأول للمؤتمر، وفي هذا دلالات مهمة أهمها جدية الدول ووعيها بخطورة التغير المناخي وحرصها على التحرك والعمل الجاد.

ستصب فائدة تفعيل صندوق الخسائر والأضرار بكل الدول بما فيها الدول النامية والدول ذات الاقتصادات الكبيرة، كما سيكون له دور في تحقيق تقدم نحو تنفيذ الأهداف المناخية، كما أعلنت دولة الإمارات عن مساهمتها بمبلغ 100 مليون دولار لتشغيل الصندوق، كما أنها استطاعت الوصول إلى جمع 792 مليون دولار في نهاية المؤتمر حتى تضمن بدء عمل الصندوق، كما أنها أيضاً أعلنت عن إنشاء «صندوق ألتيرا للحلول المناخية» بقيمة وصلت إلى 30 مليار.

ومن أهم نتائج المؤتمر والاتفاق الإماراتي والذي حظي بصدى دولي لأهميته وهو التطرق إلى الوقود الأحفوري، حيث نص قرار المؤتمر على البدء بالانتقال من استخدام الوقود الأحفوري إلى استخدام أنظمة طاقة نظيفة ومتجددة الوصول إلى صافي صفر انبعاثات على مستوى العالم بحلول عام 2050، وقد تم مناقشة هذا البند في المؤتمرات السابقة إلا أنها لم تتمكن من إقراره أو التوصل إلى مقترحات أو حلول، وهنا تكمن أيضاً قوة الدبلوماسية الإماراتية في حث القادة والدول على اتخاذ قرارات تاريخية وتجعل الكل رابح.

Email