«الحزام والطريق» طريق مشرق

ت + ت - الحجم الطبيعي

يصادف هذا العام الذكرى السنوية العاشرة لمقترحات الرئيس الصيني شي جين بينغ لبناء مجتمع مستقبل مشترك للبشرية والتعاون في بناء مبادرة «الحزام والطريق».

أحرزنا إنجازات عديدة متغلبين على المصاعب. خلال العقد الماضي قد تجذرت المبادرتان في قلوب الناس، وتم تدوين إنشاء رابطة المستقبل المشترك للبشرية في عديد من ملفات الأمم المتحدة رسمياً، والتوصل إلى مبادرات إقليمية وثنائية في هذا المجال. لقي التشارك في بناء الحزام والطريق استجابة إيجابية من أكثر من 150 دولة و30 منظمة دولية؛ الأمر الذي أنجز أكثر من 3000 مشروع، ووجّه نحو تريليون دولار أمريكي من الاستثمار إليها، وأصبح أكثر منتج عام عالمي إقبالاً عليه، وأكبر منصة للتعاون الدولي.

ليس من الصدفة أن تطلق مبادرتا إنشاء رابطة المستقبل المشترك للبشرية والتشارك في بناء الحزام والطريق في عام واحد، بل تتكاملان. إن الأولى رؤية تجسد اهتمام الصين بالمصالح العامة، والثانية أعمال تبرز مسؤولية الصين عن الوفاء بوعدها.

إن الصين مكتشف للعالم الجميل الذي تسوده الأخلاق والوئام. يكمن جين رابطة المستقبل المشترك للبشرية في الثقافة الصينية التقليدية الممتازة التي تدعو إلى الجمع بين التمسك بالخلق للذات ونشره في العالم، وتقدس الوئام على أساس تكامل جمال الدول والثقافات المختلفة. إن الحزب الشيوعي الصيني ظل يتخذ السعي وراء تقدم البشرية ووئام العالم كرسالته. قد أجاب الرئيس الصيني شي جين بينغ عن السؤال حول مستقبل الإنسان بإطلاق إنشاء رابطة المستقبل المشترك للبشرية الذي يعتبر الإشارة إلى طريق التقدم، وحلولاً صينية.

إن مراعاة المصالح العامة تكوّن الصين.

إن الصين الداعي إلى الأعمال الدؤوبة مثلما يضرب البامبو على الجبل الأخضر جذورها في عمق الأرض. رسمت أهدف إنشاء رابطة المستقبل المشتركة للبشرية وقدمت سبيلاً إليها على أساس مسؤوليتها العصرية، أي التشارك في بناء الحزام والطريق. يتماشى مبدأ التشاور والتشارك في البناء والتقاسم مع مفهوم رابطة المستقبل المشترك.

خلال العقد، قد تم التشارك في بناء مشاريع في إطار مبادرة الحزام والطريق، بما فيها الحدائق الصناعية والممرات الاقتصادية والمطارات والموانئ والسكك الحديدية والطرق العامة التي وضعت أساساً متيناً لتنمية الدول المختلفة وتقدمها إلى التحديث. إن الممارسات في إطار الحزام والطريق تترجم رؤية رابطة المستقبل المشترك للبشرية إلى الواقع. خلال العقد، أطلق الرئيس الصيني شي جين بينغ مبادرات التنمية العالمية والأمن العالمي والحضارة العالمية التي تقدم دعماً مهماً لإنشاء رابطة المستقبل المشترك، وتشكل إلى جانب التعاون في بناء مبادرة «الحزام والطريق» خريطة طريق الصين للدفع بتنفيذ بناء مجتمع مستقبل مشترك للبشرية.

إن الوفاء بكلامها يكوّن الصين. لقد أشار الرئيس الصيني شي جين بينغ في كلمته الرئيسية في الجلسة الافتتاحية للدورة الثالثة من منتدى قيمة التعاون الدولي لمبادرة الحزام والطريق إلى أن الصين في رابطة المستقبل المشترك لن تزدهر من دون ازدهار العالم، وازدهار الصين يزيد ازدهار العالم.

قد أثبت العقد الماضي أن التشارك في بناء الحزام والطريق خيار تاريخي صحيح، وهو يتماشى مع تقدم العصر، وهو طريق مستقيم للبشرية. وأعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ عن الأعمال الثمانية التي ستقوم بها الصين لدعم بناء «الحزام والطريق» بجودة عالية؛ ما يوضح اتجاهاً جديداً لبناء «الحزام والطريق»، ويفتح رؤية جديدة له، ويضفي طاقة محركة جديدة عليه.

وجاء ممثلو 151 دولة و41 منظمة دولية إلى الصين للمشاركة في المنتدى، وتجاوز إجمالي عدد المشاركين المسجلين 10 آلاف مشارك، وتم تحقيق 458 نتيجة والتوصل إلى عقود تجارية بقيمة 97.2 مليار دولار أمريكي.

يرجع تاريخ الصداقة الصينية العربية إلى عمق التاريخ. إن كان التواصل بين الطرفين رسماً تجريدياً فإن مسيرة التشارك الصيني العربي في بناء الحزام والطريق خلال عشر سنوات ستكون رسماً واقعياً عظيماً. وبوصفها نقطة مهمة ومدينة عالمية واقعة على الحزام والطريق، تدعو دبي إلى التسامح والتعددية الثقافية والتعايش مع شعوب الدول كافة لرسم صورة حيوية لرابطة المستقبل المشترك للبشرية في الشرق الأوسط.

ومن أجل التمسك بالغاية الأصلية لتسجيل إنجاز جديد، سنواظب في المستقبل على التعاون مع كل الدول للتشارك في بناء الحزام والطريق بجودة أعلى، وتسجيل صفحة جديدة لإنشاء رابطة المستقبل المشترك للبشرية.

Email