العرس الانتخابي الإماراتي ومسيرة التمكين

ت + ت - الحجم الطبيعي

أسدلت اللجنة الوطنية للانتخابات الستار على العرس الانتخابي الذي شهدته إمارات الدولة السبع، بإعلان الأسماء الأولية للفائزين في انتخابات المجلس الوطني الاتحادي 2023 في دورتها الخامسة. وبصرف النظر عن ماهية الفائزين والذين لم يحالفهم الحظ، فإن الأمر الأكيد أن الكل كانوا رابحين بنجاح هذه الدورة الانتخابية الخامسة.

والتي أكدت حقائق مهمة عدة. أولها، الحرص الذي أبداه الناخبون في مختلف الإمارات على المشاركة في هذه الانتخابات من خلال نظام التصويت عن بُعد وفي مراكز الانتخاب، وهو الأمر الذي يعكس مدى التزام المواطنين بالمشاركة الفاعلة في صنع القرار الوطني.

حيث بلغ مجموع الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم على مستوى الدولة 175 ألفاً و487 صوتاً، بنسبة 44 % من إجمالي عدد أعضاء الهيئات الانتخابية. وشهدت مراكز الاقتراع أجواء احتفالية مع تجمع العوائل والأصدقاء، في إطار تنافسي شريف وبناء بين كل المرشحين الذين كانوا يتسابقون من أجل خدمة وطننا الغالي.

الحقيقة الثانية، تتمثل في استمرار المشاركة الفاعلة من قبل المرأة الإماراتية، سواء في عملية التصويت، أم في الترشح لعضوية المجلس. وقد توجت ابنة الإمارات هذه الفاعلية في فوز 7 سيدات من أصل 20 مرشحاً نجحوا في الحصول على عضوية المجلس بنسبة 35 % تقريباً من إجمالي الأعضاء الفائزين وهي أعلى نسبة تم تسجيلها في الدورات الانتخابية الخمس الماضية.

وهو ما يعكس الثقة الشعبية المتزايدة في قدرات المرأة الإماراتية، بعد أن كانت ابنة الإمارات قد حظيت بثقة القيادة الإماراتية الرشيدة التي عملت على تمكينها في مختلف مجالات العمل الوطني، وصولاً إلى القرار التاريخي الذي أصدره المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، والخاص برفع نسبة تمثيل المرأة في المجلس الوطني الاتحادي إلى 50 % في عام 2019.

الحقيقة الثالثة، ترتبط بحرص القيادة الإماراتية الرشيدة، ممثلة في صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وإخوانهما حكام الإمارات على مواصلة مسيرة التمكين الشامل لأبناء الإمارات، بما في ذلك التمكين السياسي من خلال تهيئة الظروف اللازمة لرفع نسب المشاركة، وتفعيل دور المجلس الوطني الاتحادي وتمكينه ليكون سلطة مساندة ومرشدة وداعمة للسلطة التنفيذية، وأن يكون مجلساً أكبر قدرة وفاعلية والتصاقاً بقضايا الوطن وهموم المواطنين.

ومن هنا تأتي أهمية المسؤولية الملقاة على الأعضاء الجدد للمجلس الوطني الاتحادي للقيام بدورهم الوطني سواء في التعبير عن طموحات وقضايا المواطنين تحت قبة البرلمان، أم من خلال تقديم الأفكار الإبداعية التي تدعم جهود القيادة الرشيدة حفظها الله في تحقيق الأهداف الطموحة لدولتنا الحبيبة في المستقبل، ولا سيما الهدف الرئيسي لمئوية الإمارات 2071 المتمثل في أن تكون دولة الإمارات الدولة الأفضل في العالم على الإطلاق.

نبارك للأعضاء الفائزين في هذا العرس الانتخابي، حصولهم على ثقة المواطنين الذين صوتوا في هذه الانتخابات، وندعوهم لمواكبة مسيرة التنمية والتحديث الشامل التي يشهدها وطننا الغالي بشكل عام، ولاسيما في ظل الأدوار المهمة التي باتت تؤديها الدبلوماسية البرلمانية في خدمة الأهداف الوطنية في العديد من دول العالم.

Email