حكايات أهل الفن

سامية جمال ومدرب الأفاعي اللبناني

ت + ت - الحجم الطبيعي

الممثلة والراقصة المصرية الراحلة «زينب خليل إبراهيم محفوظ» الشهيرة باسم «سامية جمال» والمولودة في بني سويف سنة 1924 غنية عن التعريف، فقد وصلت شهرتها إلى خارج حدود القطر المصري كواحدة من أروع مؤديات الرقص الشرقي، وحازت على ألقاب كثيرة، لعل أهمها «الفراشة» و«راقصة البلاط الملكي»، واستطاعت أن تؤسس لنفسها مدرسة رقص متفردة خاصة ميزتها عن مجايليها، لاسيما وأنها جمعت فيها بين الرقص الشرقي والغربي، مع الاعتماد على التابلوهات الراقصة والموسيقى والإضاءة المبهرة التي كانت مشكلة من صغار الراقصات، وذلك على خلاف مدرسة زميلتها تحية كاريوكا المعتمدة على الرقصات الشرقية والمصرية القديمة مع تقديمها بأشكال وتنويعات حديثة.

وتمكنت سامية، التي تيتمت مبكراً وعاشت طفولة معذبة على يد زوجة الأب واضطرت أن تعمل خياطة وعاملة في مصنع وممرضة لإعالة نفسها، من أن تدخل السينما وتبرز من خلال أفلام جمعتها بالموسيقار فريد الأطرش الذي ارتبط بها بقصة حب كبيرة لم تؤد إلى الزواج، ابتداءً من فيلم «حبيب العمر» (1947) وانتهاءً بفيلم «ما تقولش لحد» (1952)، علماً أنها قدمت في فترة لاحقة مجموعة من الأفلام الجيدة بعيداً عن الأطرش مثل: «الرجل الثاني» (1959) لعز الدين ذو الفقار مع رشدي أباظة وصلاح ذو الفقار، «كل دقة في قلبي» (1959) لأحمد ضياء الدين مع محمد فوزي، «وعاد الحب» (1960) لفطين عبد الوهاب مع أحمد مظهر، «سكر هانم» (1960) لسيد بدير مع كمال الشناوي، «النغم الحزين» (1960) لحسن الصيفي مع ماهر العطار، «موعد مع المجهول» (1959) لعاطف سالم مع عمر الشريف، «أبو الليل» (1960) لحسام الدين مصطفى مع أحمد رمزي، «الوحش» (1954) لصلاح أبو سيف مع محمود المليجي، «طريق الشيطان» (1963) لكمال عطية مع رشدي أباظة وفريد شوقي، و«أول غرام» (1958) لنيازي مصطفى مع محمد مرعي.

وكغيرها من نجوم ونجمات الفن، تعرضت للعديد من المواقف الطريفة والمحرجة لكثرة المعجبين بفنها، لاسيما بعد أن قادتها شهرتها إلى رحلات فنية خارجية إلى أوروبا والولايات المتحدة والدول العربية، علاوة على إيران التي دعتها للرقص في حفل زواج إمبراطورها من الإمبراطورة فرح ديبا سنة 1959.

من هذه المواقف الطريفة ما نشرته مجلة الكواكب المصرية على لسانها في أحد أعدادها الصادرة سنة 1953 من أنها كانت ترقص ذات مرة على أحد مسارح بيروت، وكانت الصالة مكتظة بالجمهور. وما أن ظهرت لتؤدي فاصلاً من الرقص حتى بدأ التصفيق وتعالت صرخات الإعجاب. وأوضحت سامية أنها اضطرت لإعادة رقصاتها أكثر من مرة استجابة لإلحاح الجمهور، لكنها لاحظت أن أكثرهم إلحاحاً رجل مسن يجلس في الصف الأمامي وبجانبه سلة، وسرعان ما أخرج العجوز آلة ناي وبدأ ينفخ فيها، فإذا بثعبان ضخم يخرج من السلة ويمد رقبته ويتلوى مع الموسيقى.

وهنا راحت سامية تصرخ، فهاجت الصالة وتدافع الناس للقبض على العجوز وتسليمه إلى الشرطة التي حققت معه ليتبين أنه مجرد مدرب للثعابين على الحركات والموسيقى الراقصة، وأنه من أشد المعجبين بها وبرقصها لذا أراد أن يدرب ثعبانه على الموسيقى المصاحبة لرقصاتها على غرار ما يفعله السحرة والحواة الهنود.

والجدير بالذكر أن سامية، التي تزوجت أولاً سنة 1951 من أمريكي نصاب اسمه «عبدالله كينغ» ثم اقترنت في عام 1958 بالفنان رشدي أباظة وعاشت معه سنوات طويلة، توفيت بمرض السرطان في سن السبعين بالمستشفى الدولي بالقاهرة في الأول من ديسمبر 1994م. والجدير بالذكر أيضاً أنها اعتزلت الرقص في أوائل السبعينات، لكنها عادت مرة أخرى ولفترة قصيرة في منتصف الثمانينات تحت ضغط حاجتها للمال.

 

Email