الوَأْواء

ت + ت - الحجم الطبيعي

أبو الفرج، محمد بن أحمد الغساني الدمشقيّ «الوأواء»: (ت 385 هـ)، شاعر مطبوع، وناظمٌ نَزوع، حلو الألفاظ، وشعره قيد الألحاظ، وفي معانيه رقة..

كان منادياً بدار البطيخ في دمشق. وهو غير ‌الوأواء، عبد القاهر بن عبد الله بن الحسين الشيبانيّ الحلبي (ت 551 هـ).

‌والوَأْواءُ كما في العباب: صياح ابن آوى.

وصفه الثعالبي في «اليتيمة»: «من حَسَنَات الشَّام، وصاغة الْكَلَام، وَمن عَجِيب شَأْنه مَا أَخْبرنِي بِهِ الْخَوَارِزْمِيّ، قَالَ: كَانَ ‌الوأواء منادياً فِي دَار الْبِطِّيخ بِدِمَشْق، يُنَادي على الفواكه، وَمَا زَالَ يشْعر حَتَّى جاد شعره، وَسَار كَلَامه، وَوَقع فِيهِ مَا يروق، ويشوق، ويفوق، حَتَّى يَعْلُو العيوق!

ولعل أشهر بيت -قاله الوأواء- تسبب بشهرته، وعلو مرتبته:

وأسبلت لؤلؤاً من نرجس فسقت... ورداً وعضّت على العنّاب بالبرد.

فشبّه خمسة أشياء بخمسة أشياء في بيت واحد: الدمع باللؤلؤ، والعين بالنرجس، والخدّ بالورد، والأنامل بالعنّاب؛ لما فيهنّ من الخضاب، والثّغر بالبرد.

ولا يعرفُ لهذا البيت ثانٍ في أشعار العرب.

وقال صاحب «الصناعتين»: «فجاء بما لا يقدر أحد أن يزيد عليه». ولا أظن العسكري - (ت نحو ٣٩٥هـ) مبالغاً، فهذا البيت لم ينسج على منواله، ولم يسمح الزمان بمثاله.

وفي «خاص الخاص وفقه اللغة» «للثعالبي»: «ومن عجائبه، أَنه خمس مَا ربع أَبُو نواس من التشبيهات فِي بَيت وَاحِد». وزيادته تشبيه الثَّغر بالبرَد.

وقال أيضاً: أمير شعره قوله في جمع خمسة تشبيهات في بيت واحد. وذكر البيت.

وحسبك أن الحريري صاغ خمسين مقامة، انتظمت جد القول وهزله، ورقيقه وجزله، وغرر البيان ودرره، وملح الأدب ونوادره، إلى ما وشحها به من الآيات ومحاسن الكنايات، ورصعها من الأمثال العربية، واللطائف الأدبية، والأحاجي النحوية، والفتاوى اللغوية، والرسائل المبتكرة، والخطب المحبّرة، والمواعظ المبكية، والأضاحيك الملهية، وأسند روايتها إلى الحارث بن همام، ولم يودعها من الأشعار الأجنبية إلا أبياتاً؛ أحدها ما أسس عليه المقامة الحلوانية، وهو بيت الوأواء.

Email