«طموح زايد».. ريادة إماراتية عربية

ت + ت - الحجم الطبيعي

منذ أن تأسست دولة الإمارات العربية المتحدة على يد والدنا المؤسس، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وهي تسعى للتنمية الشاملة، لا سيما في الجوانب العلمية والمعرفية، وتضع الخطط والاستراتيجيات والأهداف، وتبني الإنسان، وتزوده بالعلوم والمعارف في جميع الاتجاهات المختلفة، وقد سارت قيادتنا الحكيمة على هذا النهج الراسخ، بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله. 
فالعقول لا تستنير إلا بالعلوم النافعة، ولا ترتقي دون طموح، وطموح المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، كان كبيراً، وبدأه ببناء اتحاد إماراتي صلب، وحوّل الصحراء إلى جنة خضراء، وكان طموحه بعد الأرض، الفضاء، باجتماعه بطاقم ناسا في عام 1976.

نجاح 

وبدأ طموح زايد، بالتوكل على الله، وبالجد والعمل الدؤوب والتخطيط السليم، وبنظرته الحكيمة، وبرؤيته الثاقبة، حتى باتت تتحقق اليوم تطلعاته، وتبهر العالم إنجازات «عياله» الكثيرة المتلألئة، وآخرها وليس آخراً، نجاح مهمة ابن الإمارات رائد الفضاء سلطان النيادي، الذي أمضى 6 أشهر على متن محطة الفضاء الدولية، وهذه أطول مهمة فضائية بتاريخ العرب، وأجرى خلال هذه الرحلة، التي، ولله الحمد، تكللت بالنجاح 200 تجربة علمية تخدم البشرية. 
وفي سابقة هي الأولى من نوعها عالمياً، ومن محطة الفضاء الدولية، أطلق رائد الفضاء سلطان النيادي، الكتاب الجديد لصاحب السمو الشيخ محمد بن آل مكتوم، بعنوان: «من الصحراء إلى الفضاء»، وهذه تحمل في طياتها رسائل علمية طموحة.. مفادها، من هنا تبدأ حقبة جديدة من التطلعات، والطموح اللامحدود، والمستحيل مُلغى من قاموس كل إماراتي، قيادة وشعباً، وتسطر دولة الإمارات اسمها بأحرف من نور في التاريخ، منذ قيام اتحادها الراسخ كالجبال، بإنجازاتها اللامعة المضيئة للعرب والبشرية. 

طموحات 

وبهذه الإنجازات المبهرة التي حققتها دولتنا المباركة، يرتفع سقف طموحات العرب، ودولة الإمارات ترسل رسائل إيجابية، رغم التحديات الدولية، بأن العرب قادرون على استعادة صدارتهم ومكانتهم العلمية، وبأن شبابنا لديهم الإمكانات والطاقات والإبداعات، لتحقيق الريادة العالمية في الجوانب البحثية والتكنولوجية المتقدمة.
وهذه الإنجازات ليست وليدة اللحظة، بل بتخطيط وجهود كبيرة، بذلتها قيادتنا الحكيمة، وبسواعد وعقول المخلصين، وبتأسيس الشركات المتخصصة بالقطاع الفضائي، منذ تأسيس شركة الثريا للاتصالات عام 1997، ثم إلياه سات عام 2007، وتلتها قرارات سامية من قيادتنا الحكيمة، بتأسيس وكالة الإمارات للفضاء، ومركز محمد بن راشد للفضاء، وغير ذلك من المشاريع الطموحة، التي نجني اليوم ثمارها اليانعة. 

محاور 

ورؤية دولة الإمارات لا سقف لها، من خلال مئوية الإمارات 2071، التي تشكل رؤية واضحة وحكيمة للمستقبل، وبناء الأجيال التي تخدم الوطن، ومن محاورها «تعليم للمستقبل»، يهدف هذا المحور إلى تعزيز مستوى التعليم في العلوم والتكنولوجيا المتقدمة، في مجالات مختلفة، ومنها: الفضاء والهندسة والابتكار والعلوم الطبية والصحية، بالإضافة إلى ترسيخ القيم والأخلاق العالية، والتوجهات الإيجابية، واكتشاف المواهب، والاهتمام بها من خلال صقلها بالعلم والتدريب، وتوفير البيئة المناسبة لها. 
وإيماناً من دولة الإمارات بأن الاستكشافات العلمية أساس تقدم الأمم وبناء الحضارات ورقي الإنسان، فقد اهتمت قيادتنا الحكيمة ببناء موارد بشرية عالية الكفاءة في مجال علوم الفضاء، والأبحاث العلمية، وتطوير المعرفة، للإسهام في الاستكشافات العلمية، بهدف نفع البشرية جمعاء.
وإدراكاً لأهمية دور العلوم والتكنولوجيا المتقدمة في مستقبل البشرية، انتهجت دولتنا المباركة وقيادتنا الحكيمة، المنهج العلمي الرصين، واستشرفت المستقبل، حتى أصبحت دولة الإمارات، بفضل الله، ثم بفضل قيادتنا الحكيمة، في مقدم الدول العالمية في الكثير من المؤشرات، وفي مجالات عديدة، ومنها العلوم المتقدمة والفضاء. 
وأوجّه رسالة لشبابنا الطيب، بأن رائد الفضاء سلطان النيادي قدوة حقيقية لكل شاب عربي طموح، يسعى لرفع راية وطنه خفاقة عالية.. والتاريخ لا يذكر في طياته إلا الأبطال ممن حققوا الأمجاد والإنجازات لأوطانهم، من أمثال سلطان، الذي سجل اسمه في التاريخ بأحرف من نور، وسيبقى في ذاكرة الوطن، وستذكره الأجيال وتفتخر به، كما نفتخر به اليوم، فالميدان أمامكم، فتخيروا القدوات الطيبة في حياتكم، لتحققوا أحلامكم. 

استشراف المستقبل 

ستبقى دولة الإمارات‬، بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، كالشمس المضيئة للعالم، إنجازاتها ساطعة في كل الأرجاء، وفي مختلف البقاع، تحقق الأحلام في الفضاء، وترسخ الأخوة والتسامح والتعايش بين البشرية جمعاء، وتهتم وتعتني بالإنسان، وتزرع الأمل والتفاؤل في كل الأنحاء، وترسخ القيم والمبادئ والأخلاق، وتستشرف المستقبل، وقد سبقت الدول بمراحل في التنمية والبناء، مستمدة من معين نهج زايد‬ الوفاء والبذل والعطاء. 
ولا يسعني في ختام هذا المقال، إلا أن أتقدم بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى قيادتنا الرشيدة، وإلى شعب الإمارات والشعب العربي والبشرية، بنجاح مهمة رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، وعودته سالماً إلى الأرض.. لحظة مميزة في مسيرة دولة الإمارات العربية المتحدة الاستكشافية العلمية والتنموية، تجعلها في المقدمة الدولية.

Email