هدية محمد بن راشد

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا يحتاج المرء أن يعيش في دولة الإمارات كي يدرك كيف يعامل قادتها شعبهم سواءً كانوا مواطنين أو مقيمين. ولكن إن أتتك الفرصة لزيارتها أو الإقامة فيها ولو لمرة واحدة ولفترة قصيرة فتأكد أن انطباعاتك حول حقيقة التعامل الإنساني لن تبقى كما هي لأن كل التفاصيل التي ستعيشها في هذه الدولة ستشعرك أن كل شيء فيها مصمم لخدمة الإنسان بصفته المجردة وليس لأي شيء آخر.

مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بإهداء أصغر فارسة عراقية، لانيا فاخر، التي ظهرت وهي تبكي وتحتضن حصانها وصديقها الوحيد، مجموعة من خيول سموه، بالإضافة إلى تأسيس نادٍ لتعليم الفروسية لها كل ذلك تعويضاً عن حصانها الوحيد الذي فقدته بعد مرض وحزنت عليه كثيراً، هذا الموقف هو أحدث المواقف الإنسانية لسموه، كلنا يعلم أن سجله في هذا الجانب يكاد يعجز سرده فهو زاخر بالكثير من المواقف المتنوعة، بل إن الشيخ محمد بن راشد لم يكتفِ بتلك الهدية ولكنه دعاها هي وعائلتها لزيارة دولة الإمارات.

المعنى الحرفي لما تقوم به دولة الإمارات في حالات كهذه أنها دولة لأي إنسان في العالم، أما التفسير الضمني فهو واضح إذا عرفنا الأسباب التي تقف وراء استضافة أبناء أكثر من 200 جنسية مختلفين من حيث الأعراق والديانات والثقافات والعادات، المشترك بينهم حبهم للإقامة والعيش في دولة تقدر الإنسانية وتعمل للإنسان.

وإذا رجعنا إلى التاريخ سنجد أن هذه الصفة أو المعنى وجد قبل أكثر من نصف قرن مضى، هي صفة أصيلة في أبناء هذه المنطقة وعززها القادة المؤسسون وهذا هو نهج القيادة الإماراتية، صور ومواقف الدعم الإماراتي للإنسان متنوعة ومتعددة، من صورها المساعدات والإغاثات الإنسانية لكل الدول والشعوب بعيداً عن الاعتبارات السياسية والإثنية والفكرية. لذا نجد دولة الإمارات متصدرة دائماً لنشر ثقافة التسامح والتعايش بين شعوب العالم، والقيام بالوساطات لإيقاف الصراعات والحروب العسكرية، حتى لو كانت في قارات أخرى، كما أنها تستضيف مؤتمرات وفعاليات دولية مهمة، وها هي تستضيف في نوفمبر المقبل قمة المناخ «كوب 28» والتي تناقش واحدة من أكبر التحديات التي تواجه الإنسانية.

ما تريده دولة الإمارات من مبادراتها الإنسانية ومواقفها مع جميع شعوب العالم هو إتاحة الفرصة لجميع البشر كي يعيشوا في سلام وأمان واستقرار، وأن يشعروا بالأمل باعتباره قوة الدفع الحقيقية للتفكير الإيجابي الذي يؤدي لأن يستشعر كل واحد حاجة أخيه.

الكلام السابق قد يدوّنه بعض المراقبين في سجلاتهم بأنه انطباع شعب بأكمله وقد تسمعه من أبناء الإمارات إن طرحت عليهم تساؤلاً حول ما تقوم به دولتهم.

الإنسانية باتت هي الصورة النمطية لدولة الإمارات وقادتها، بل هي ثقافة مجتمع تشكلت معه على هذا المنوال، وباتت تحيط بها العديد من الملامح الإنسانية التي تعبر عما تستهدفه هذه الدولة في دورها العالمي.

Email