رسائل التسامح والسلام

ت + ت - الحجم الطبيعي

تناولت في المقال السابق الذي نشر في صفحات هذه الجريدة الغراء الدور الحيوي والمهم الذي تقوم به دولة الإمارات في صناعة وتعزيز السلام والاستقرار العالمي، من خلال الجهود الإماراتية لحل الأزمة الأوكرانية. وخلال الأيام اللاحقة، تعددت رسائل السلام والتسامح التي بعثت بها الدبلوماسية الإماراتية من خلال تعاملها مع الأحداث والتطورات المتسارعة في المنطقة والعالم، والتي توضح كيف أصبحت الدولة صوتاً للحكمة والدعوة للسلام والتسامح في المنطقة والعالم كله.

ففي المنطقة، أدانت دولة الإمارات الاعتداءات التي قامت بها القوات الإسرائيلية على مدينة جنين الفلسطينية ومخيمها، وشددت على ضرورة الوقف الفوري للحملات المتكررة والمتصاعدة ضد الشعب الفلسطيني، وضرورة تضافر الجهود الدولية لوقف إطلاق النار لإحياء عملية السلام في الشرق الأوسط، وقدمت دعماً مالياً لإعادة إعمار مخيم جنين للاجئين في الضفة الغربية قوبل بشكر وتقدير الحكومة الفلسطينية. كما رحبت الدولة باتفاق مصر وتركيا على رفع مستوى العلاقات الدبلوماسية بينهما إلى مستوى السفراء، وأعربت عن أملها في أن ترسخ هذه الخطوة المهمة جسور التواصل والحوار، وأن تسهم في توطيد الاستقرار والتعاون البناء في المنطقة.

وعلى مستوى التفاعلات الدولية، أعربت دولة الإمارات عن تضامنها الكامل مع فرنسا في مواجهة أحداث العنف والشغب التي شهدتها، مؤكدة ضرورة عودة التهدئة وخفض التصعيد واحترام قواعد ومبادئ القانون في فرنسا، ودعت في بيان لها خلال المناقشة العامة حول استراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب، ضمن فعاليات الأسبوع الثالث لمكافحة الإرهاب، الذي عقد في نيويورك، المجتمع الدولي، إلى معالجة الأسباب الجذرية للتعصب والتطرف، بما يشمل مكافحة المعلومات المضللة عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.

وأكدت في بيان آخر لها خلال اجتماع مجلس الأمن بشأن عدم الانتشار، التزامها بمواصلة الدعوة للحوار والدبلوماسية؛ لضمان استخدام البرامج النووية في الأغراض السلمية فقط، وشددت على الحرص على تشجيع الحلول السلمية والدبلوماسية في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية.

هذه المواقف التي صدرت عن الدولة خلال الأيام الأخيرة، هي جزء من سياسة ثابتة وواضحة للجميع تتبناها الإمارات منذ تأسيسها على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، تؤمن بقيم الحوار والتعاون والسلام والتسامح، وضرورة نشرها في العالم كله، باعتبار أن ذلك هو الطريق الوحيد أمام تحقيق الاستقرار والسلام والازدهار لجميع الشعوب والدول.

ولا شك أنه في ظل ما يشهده عالمنا اليوم من تصاعد كبير في الأزمات وجوانب التوتر والصدام، باختلاف أنواعها، فإن الحاجة إلى إعلاء أصوات الحكمة تبدو أكثر أهمية لخفض التوتر والتصعيد وتشجيع الحوار والتعاون البناء لمواجهة التحديات المشتركة التي تواجه البشرية كلها. وتمثل دولة الإمارات أحد أبرز هذه الأصوات، التي ترفع شعار الحوار والتسامح والسلام، وتتحرك بكفاءة وفاعلية لتحقيق ذلك على أرض الواقع، سواء عبر جهود الوساطة، أم من خلال تقديم الدعم والمساندة، أم عبر ما توجه باستمرار من رسائل مباشرة وواضحة حول أهمية التمسك بهذه القيم الخيرة والعمل على نشرها إقليمياً وعالمياً.

 

Email