أعادت زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إلى روسيا ولقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تسليط الضوء مجدداً على الدور الحيوي والمهم الذي تقوم به دولة الإمارات في صناعة وتعزيز السلام والاستقرار العالمي، وهذه المرة من بوابة دعم السلام والاستقرار والحد من التداعيات الإنسانية للحروب، ومنها الدائرة في أوكرانيا والتي أصبحت تداعياتها واضحة على العالم كله، فيما تنذر سيناريوهاتها بتداعيات خطيرة إذا اتسع نطاق الحرب أو الوسائل العسكرية المستخدمة فيها، ولاسيما مع الحديث عن إمكانية اللجوء للأسلحة النووية.
لقد كان صاحب السمو، رئيس الدولة، حفظه الله، واضحاً خلال لقائه الرئيس بوتين في الحديث عن نهج دولة الإمارات الثابت في دعم السلام والاستقرار على الساحتين الإقليمية والدولية والحلول السياسية للنزاعات والصراعات بما في ذلك الأزمة الأوكرانية من خلال خفض التصعيد وانتهاج الحوار والدبلوماسية، فيما أكدت وزارة الخارجية الإماراتية، في بيان لها قبل الزيارة، استعداد الدولة التام لدعم الجهود الهادفة إلى إيجاد حل سلمي للأزمة في أوكرانيا، مجددة موقفها المتمثل في الدعوة إلى الدبلوماسية والحوار واحترام قواعد ومبادئ القانون الدولي.
هذا التحرك الإماراتي على أعلى المستويات نابع من قناعة الإمارات وقيادتها الرشيدة بخطورة التداعيات المترتبة على استمرار هذه الحرب على الأمن والأوضاع الاقتصادية في العالم، ولاسيما على الدول الفقيرة والنامية. كما أنه ينطلق من إحساس دولة الإمارات وقيادتها الرشيدة بمسؤوليتها الدولية في محاولة وقف التصعيد الحاصل في هذه الحرب وتحقيق السلام والاستقرار العالميين، وتوظيف رصيدها الكبير دولياً من الثقة الدولية في مواقفها وحكمة قيادتها وحرصها على خير ورخاء البشرية في محاولة رأب الصدع بين الأطراف المتصارعة وتقريب المواقف بينها، والوصول إلى تفاهمات تضمن حقوق ومصالح جميع الأطراف.
فدولة الإمارات لديها علاقات استراتيجية قوية ووثيقة بالجانبين، وهذا ما يعزز التفاؤل بنجاحها في هذه المهمة العالمية لسلام البشرية. كما يستند هذا التحرك الإماراتي إلى رصيد كبير وممتد من السياسات الحكيمة التي وضع أسسها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والتي تنشد تحقيق الخير والسلام ونشر ثقافة التسامح والتعاون والحوار بين مختلف الدول والحضارات والثقافات، ما جعلها بالفعل صديقاً للجميع، ومصدر ثقة لمختلف القوى والأطراف.
وتأكيداً على هذه الثقة في مواقف الدولة، جاء الترحيب الروسي بالجهود الإماراتية، حيث وجه الرئيس بوتين الشكر لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، على دور الوساطة الكبير الذي يقوم به، خصوصاً في ما يتعلق بالجوانب الإنسانية، قائلاً: «إن رئيس دولة الإمارات يقوم بدور مهم في الوساطة، خصوصاً في ما يتعلق بالجوانب الإنسانية، وهو مشكور على ذلك»، مؤكداً أن بلاده مهتمة باستمرار جهود الوساطة الإماراتية.
لقد أكدت الإمارات من خلال تحركها الجديد، على أعلى المستويات، أنها دولة مسؤولة وحريصة على تحقيق السلام العالمي، وأنها تستطيع من خلال ما تملك من عناصر قبول دولي لدى الجميع، ومهارات دبلوماسية وإقناعية، أن تخترق ملفات الأزمات الكبرى وتفكك تعقيداتها وتصنع السلام.