مليار وجبة تستحق «غينيس»

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا أعرف ما إذا كانت مبادرة المليار وجبة قد دخلت موسوعة غينيس أم لا، ولكن ما أعرفه أنها إذا لم تكن قد التحقت بالموسوعة إلى اليوم، فإنها أحق بأن تلتحق بها دون تأخير.. والسبب أننا لم نسمع بعد عن مبادرة تفوقها في موضوعها، ولا في نوعها، ولا حجمها.

ويعرف الذين يتابعون أنباء المبادرة، أن الذي أطلقها هو صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.

وعندما شاعت أخبارها في رمضان من هذه السنة، لم تكن هذه هي المرة الأولى التي نسمع بالمبادرة فيها، لأنها كانت موجودة في رمضان من السنة المنقضية، ولأنها عندما جاء عليها رمضان الذي انقضى قبل أسابيع قليلة، كانت قد تحولت من مبادرة إلى مشروع وقفي لإطعام الطعام.

ونحن نعرف أن الإنسان يمكن أن يبادر بالكثير من أفعال الخير، ولكن لا يزال أهم ما يمكن أن يبادر به، هو إطعام الطعام.. فالإنسان لا يضيره كثيراً ألا يجد مكاناً ينام فيه، لأنه يستطيع أن يخلد إلى النوم في أي مكان يصادفه، وإذا عطش فالماء من حُسن الحظ ليس من بين السلع التي تباع، وقد جعله الله تعالى مشاعاً بين الناس ضمن أشياء أخرى، حسب الحديث النبوي الذي نحفظه ونردده كلما كانت المناسبة مواتية.

لكن إذا جاع الإنسان ماذا يفعل، وماذا عليه أن يتناول ليطفئ الجوع في داخله؟!.. هنا يتبين لنا مدى الضرورة في مبادرة المليار وجبة، وفي مقدار ما تسديه من خير للذين قد لا يجدون طعامهم في رمضان بالذات، وفي غير رمضان من شهور السنة بطبيعة الحال.

ومن هنا أيضاً، نفهم أبعاد قرار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد بتحويل هذه المبادرة التي تحمل في عنوانها هذا الرقم من الوجبات، إلى مشروع وقفي للإطعام يضمن أن يقدم ما يجب أن يقدمه باستمرارية لا تتوقف ولا تتأخر.

وقد كان هذا المعنى من بين المعاني التي تراها في اجتماع مجلس أمناء مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، برئاسة معالي محمد القرقاوي، أمين عام المؤسسة. وكان هناك معنى آخر، هو أن هذه المبادرة ليست الأولى، لكنها تضاف إلى مبادرات سبقتها على الطريق، وكلها تتكامل معاً لتقدم ما يرى صاحبها أن تقديمه للناس واجب.

وكلها لا تقدم فقط، ولكنها تعمل ما من شأنه أن يكفل دوام العمل الخيري، وما من شأنه أن يضمن أن يتواصل العمل الإنساني في العطاء فلا ينقطع.

 

* كاتب صحافي مصري

Email