«حكايات أهل الفن»

حكاية ليلى فوزي مع زواجها العسير

ت + ت - الحجم الطبيعي

المعروف أن الفنانة الحسناء ليلى فوزي (1918 ــ 2005) تزوجت عام 1950 لأول مرة من الفنان الكوميدي عزيز عثمان، الذي كان يكبرها بثلاثين سنة، كي تتحرر من سجن أبيها المحافظ.

لكن هذه الزيجة انتهت بالطلاق بعد أربع سنوات، وكان فتى الشاشة الأول آنذاك الفنان أنور وجدي قد طلق زوجته الثانية ليلى مراد «من بعد زواجه الأول من الفنانة إلهام حسين»، وسط دهشة معجبيهما وزملائهما، فتقدم لخطبتها خصوصاً أنه كان منجذباً لها، منذ ظهورهما معاً في فيلم «من الجاني» لأحمد بدرخان سنة 1944.

رفض والدها أن يزوجها لوجدي بحجة أنها صغيرة، فيما كان السبب الحقيقي هو خشيته على ابنته من فنان متقلب المزاج كأنور وجدي، سبق له الزواج والطلاق مرتين من قبل، ولأن ليلى كانت تعيش فراغاً عاطفياً وراغبة في تعويض السنوات المرة، التي عاشتها مع طليقها العجوز الغيور، فقد راحت تقابل وجدي من وراء ظهر أسرتها، وتم الاتفاق بينهما على أن تهرب ويتزوجا في الخارج.

لكن وجدي راح يختلق الأعذار، فتجمدت فكرة الارتباط بعض الوقت، قبل أن يعود وجدي ويفاتح أهلها مجدداً، بعد أن توسعت أعماله الفنية، وتضاعفت معها ثروته، ولم يعد دخله الشهري مجرد 70 جنيهاً.

تمت خطوبة ليلى وأنور سنة 1954 بمهر 25 قرشاً ومجموعة من المجوهرات، بلغت قيمتها 3000 جنيه، مع وعد لها بإنتاج فيلم تقوم فيه بدور البطولة أمامه باسم «العاشق الولهان»، على أن يتم الزواج بمجرد أن تنهي ليلى عدتها، لكن أنور بدأ في تلك الفترة يعاني من المرض.

فاقترح أن ترافقه ليلى إلى باريس للعلاج، وهناك اصطحبها أنور، بمجرد وصولهما إلى فرنسا، إلى القنصلية المصرية، حيث عقد قرانهما في 6 أغسطس 1954، أي في اليوم التالي لانتهاء عدتها، وكان أعضاء البعثة المصرية شهوداً على العقد.

بعد ذلك قضى الزوجان أربعة أشهر ما بين الاستجمام وزيارة الأطباء، والتنقل ما بين باريس ولندن وروما وستوكهولم وفينيسيا في رحلة حملت اسم «شهر العسل»، لكنها كانت غير ذلك بسبب اشتداد المرض على الزوج، وقيام الزوجة بدور الممرضة الساهرة على رعايته، واستمرا على تلك الحالة إلى أن عادا معاً إلى مصر، ليتوفى أنور في القاهرة، بعدها بأشهر عدة، وتحديداً في 14 مايو 1955، أي خلافاً لما قيل إن وفاته كانت في السويد.

عن تلك الفترة قالت ليلى للصحافة: إن أنور مات بعد 9 أشهر من زواجهما، بسبب الفشل الكلوي، الذي ورثه عن أبيه، ومات به كل أخوته البنات، والمعروف أنها انهارت بعد وفاته، واعتزلت الفن عامين، وقالت:

«أنور كان يحبني جداً، ولم يكن يرفض لي شيئاً، وبسبب حبه كان غيوراً عليّ جداً وقال لي: سأنتج وأخرج لك فيلماً عبقرياً، وبعدها ستعتزلين وتتفرغين لي، ولكن القدر لم يمهله لتقديم هذا الفيلم، وعندما مات بدأت الشائعات والمشاكل في حياتي».

أما هذه المشاكل التي عانت منها ليلى بسبب هذه الزيجة القصيرة فكثيرة، وقد لخصتها في قولها: «أسرته سمعت أحاديث كثيرة عن ثروته فبدأت تستولي على كل شيء، فأخذوا الفيلا رغم أنها باسمي، أما العمارة التي تحدث الجميع عن أنها إرث لي منه.

والتي كانت بباب اللوق فقد كان عليها قروض من البنك لم يسددها أنور، فاشتراها صندوق الشرطة بعقد ابتدائي، وظل يماطل في تسجيلها ورفعت ضدنا دعوة في المحاكم، وأما معمل التحميض فقد تنازلت عنه لوالدته وشقيقاته أي أنني لم آخذ قرشاً واحداً من زواجي بأنور وجدي». 

ورغم هذا فإن مصلحة الضرائب لم تتركها وشأنها، إذ راحت تلاحقها بضريبة التركات عما ورثته من أنور، فاضطرت لتوكيل أحد المحامين بالدفاع عنها، لتقوم عائلة أنور بنشر شائعات كاذبة حول وجود علاقة عاطفية بين ليلى ومحاميها.

Email